أخطاء شائعة في تربية الأولاد *
يقع كثير من الآباء والأمهات في أخطاء شائعة عند القيام بأدوارهم تجاه أبنائهم.. ظنا منهم أن كل ما يقومون به من قسوة, وتشدد أحيانا يسهم في تنشئة الأبناء وتربيتهم. الدكتور ياسر نصر مدرس الأمراض النفسية والاستشاري التربوي يكشف لنا عن بعض هذه الأخطاء الشائعة لنتلافاها, ونحن نربي أبناءنا فيقول: ان أهم هذه الأخطاء الشائعة هي:
1 ــ فرض الأوامر علي الطفل طوال اليوم: وهذا الخطأ نابع من فكرة السلطة والدكتاتورية, فنجد الأمهات يصدرن أوامر للطفل ولا يتركن له حرية اختيار أي شيء, فتقول الأم قم.. نم.. البس.. وهكذا طوال اليوم. والنتيجة ان الطفل يتظاهر بأنه لم يسمع شيئا, وبالتالي لا يستجيب, لذلك لابد من إعطاء حرية للطفل, بحيث يتمكن من الاختيار والشعور بشخصيته.
2 ــ عدم الاتفاق علي نهج تربوي موحد بين الوالدين: هذا الخطأ هو نتيجة التضاد في المفاهيم بين الاثنين مما يؤثر علي نفسية الطفل بشكل كبير, لانه لايعرف من فيهما علي صواب الأم أم الأب, وهو ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر ويؤثر علي احترامه وثقته فيه, خاصة إذا تمت المشاجرات أمامه, لذلك يجب الاتفاق علي منهج تربوي واضح بين الأبوين وحتي اذا تعارضا في موقف معين, لابد أن يصدق أحدهما علي قرار الآخر.
3 ــ التفرقة في المعاملة بين الأبناء: وهي كارثة علي الرغم من نفي معظم الآباء والأمهات لهذه التفرقة, إلا أن أبناء كثيرين يشعرون بها, والمطلوب هو التوازن والعدالة عند قدوم الطفل الثاني, الذي غالبا ما يكون أكثر هدوءا وجاذبا للانتباه نتيجة اكتساب الأبوين لخبرة في التربية.. ومن هنا تبدأ التفرقة سواء المعنوية أو المادية.
4 ــ المقارنة بين الأبناء: وهي طريقة غير عادلة في التربية, لأن الفروق بين الأولاد ستبقي موجودة دائما, وتؤدي المقارنة إلي زرع المرارة بين الاخوة والحط من قدرات الأقل تقديرا. وقول الأم: أنا أقارن لكي أحفز.. غير صحيح من خلال الواقع العلمي, وإنما تكون المقارنة من خلال سرد قصص الأشخاص النابغين والعلماء وبطريقة هادئة من دون انفعال.
5 ــ عدم إشباع حاجة الطفل للرحمة والحب والحنان: هناك نوع من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بقسوة وعنف كأنهم عسكريون أو ماكينات, ويتم توبيخهم ونقدهم في كل صغيرة وكبيرة, هذا الخطأ يترك في نفس الطفل آثارا سيئة كثيرة. لذلك يجب أن تكون هناك دائما مساحة من المرح والترويح مع التعامل الهادئ المطمئن بحب وحنان ليسود التفاهم بين الجميع.
6 ــ الإهمال: يؤثر اهمال الأبناء علي الأسرة بأكملها, ويجعل الطفل يشعر بالغيرة من أقرانه الذين يحظون باهتمام والديهم وينعكس ذلك علي تصرفاته التي تتسم بالعدوانية في مدرسته ليلفت الانتباه له.
7 ــ التدليل: هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائما بأنه لابد أن يكون محور اهتمام الجميع ويتوقع من كل الناس نفس المعاملة, وبالطبع هذا لايحدث مما يجعل انفعالاته طفولية ويتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي وتقل قدرته علي تحمل المسئولية.
8 ــ عدم بشاشة وجه الأم والأب في المنزل: وهو خطأ غاية في الخطورة, ويقع فيه كثير من الآباء والأمهات لاعتقادهم أن علامات الشدة المرسومة علي الوجه عامل مهم لتربية الأبناء. حتي إذا حاول الطفل أن يغير سلوكه نحو الأفضل فانه يجد نفس رد الفعل فيتوقف عن المحاولة. وهنا تظهر الفجوة التي تجعل الأطفال يكرهون والديهم حتي لو وفرا لهم كل احتياجاتهم.
واخيرا يؤكد الدكتور ياسر أن وسيلة الضرب غير مقبولة لانها تعكس شخصية قليلة الحيلة لاتجد إلا الضرب وسيلة للتقويم, في حين أنه لو فكر سيجد وسائل بديلة لتحقيق الهدف, ولاتترك انطباعا سيئا في نفوس الأبناء..
المصدر: http://www.ahram.org.eg/Women-Child/News/27571.aspx