دروس تاريخ ينساها العرب – الحلف بين الصفوية و الصهيونية
تونس في 21 مارس 2015
1-دروس تاريخ ينساها العرب اليوم: الحلف بين الصهيونية والصفوية الحالية ليست أمرا جديدا.فحلف القوميتين العنصريتين متقدم عندنا على الإسلام.
2-ويوجد فرقان في العلاقة:1- مساعدة الفرس لبني إسرائيل قبل الإسلام يحاولون في إسرائيل مجازاتها بعده.2-الأولى بالقوة والثانية بالحيلة.
3-لا فائدة من الكلام في خدمة الفرس لبني إسرائيل قبل الإسلام: هي معلومة في علاقة بتاريخ العراق. المهم رد الجميل للفرس والمرحلتان في ذلك.
4-المرحلة الأولى بتخريب الفكر الإسلامي من خلال الفتنة الشيعية السنية والوساطة للوصل بين الباطنية والصليبية وما آلت إليه : بقاياهم في الشام.
5-المرحلة الحالية مضاعفة : تعلة الحرب على الصهونية والشيطان الأكبر في الظاهر للحصول على شرعية لدى السذج ثم الحلف الخفي لاقتسام دور الشرطي
6-وإذا كانت العلاقة بينهما في المرة الأولى ذاتية لهما فإنها اليوم تابعة للاستعمار الغربي: كلاهما يخدم سيدا هو الولايات المتحدة الأمريكية.
7-والولايات المتحدة تستخدمهما لدرء ما يراه الغرب خطرا قد يعود:تحرر الضفة الجنوبية للأبيض المتوسط وكل قلب العالم تحت راية الإسلام ثانية.
8-لذلك فليست وظيفتهما دور الشرطي ومساعده فحسب بل تفتيت الجغرافيا شرطا لمنع القوة المادية وتشويه التاريخ شرطا لمنع القوة الروحية للأمة.
9-وطبعا فالتفتيت والتشويه قد كانا في الأعيان بفعل الانحطاط والاستعمار.لكن ما يحول دون قضائه على عكسهما في الأذهان هو الحصانة الروحية : الإسلام
10-فالحرب تتوجه إلى سر الحصانة في الأذهان التي هي بصدد استعادة وحدة المكان ووحدة الزمان لدى شباب الأمة بجنسيه : من هنا تشويه القرآن ومحمد
11-قيم القرآن ونظامه الدنيوي والأخروي : حضارة الإسلام أوسع أفق من حضارة محاربيه: المسلمون لا يغلبون أبدا. ومحمد رمز القيادة اجتهادا وجهادا.
12-من هنا نفهم أن المعركة هي بين قيم الإسلام التي حددتها النساء 1 والحجرات 13 والعنصريتين الفارسية والإسرائلية مدعومة بثمرتيها في الغرب
13-والثمرتان في الغرب هما تأسيس العنصرية بالدين الطبيعي(فارس) والدين المنزل(إسرائيل) واعتبار البشر متفاضلين ليسوا أخوة ومتفاضلين بغير التقوى.
14-عند أصحاب العنصريتين من عداهم”جوهيم” أي عبيد لهم يَحق أخذ أرضهم وتراثهم والاستحواذ على مقدراتهم المادية والروحية : إيران وإسرائيل.
15-لكن إيران وإسرائيل الآن ليسوا سادة بل هم أدوات لدى سيدهم الغربي الجامع بين عنصريتي الدين الطبيعي وعلى الدين المنزل: الولايات المتحدة
16-والمعلوم أن الخادم إذا ظن نفسه سيدا فهو يكون أكثر بشاعة من سيده: وتلك حقيقة الأدوات فهي دائما ممثلة للقذارة والبشاعة والعنف الأعمى.
17-لكن ما تقاومه سنة الإسلام لا يقتصر عليهما لأنهما أصبحا نموذجا لمن صار يسلك معنا سلوكهما في كل شيء: أنظمة ومليشيات تحكم جل بلاد العرب
18-وهذه الأنظمة النسخ من إيران وإسرائيل3 أصناف: طائفية دينية (الشام والعراق واليمن) وطائفية عسكرية ضمنية (مصر والجزائر) وطائفية قبلية.
19-أما المليشيات فهي مليشيات إيران العربية (كأحزاب الله) ومليشيات إسرائيل العربية (كأحزاب اليسار) وهذه المليشيات تخرب كيان الأمة مرتين.
20-مليشيات إيران العربية : تخرب التاريخ بالتركيز على الانتقام باسم آل البيت خدمة للتوظيف الإيراني وتخرب الجغرافيا بالتبشير المعمم للطائفية
21-مليشيات إسرائيل العربية : تخرب التاريخ بالتركيز على الفرق الهامشية للتحديث المزعوم والجغرافيا بتبعيتها للمستعمر بما تسميه دولة وطنية
22-والأنظمة الطائفية متحالفة مع مليشيات إيران العربية: والنموذج ماثل للعيان. إنه ما يجري في سوريا والعراق واليمن وقد يشمل الخليج كله.
23-والأنظمة العسكرية متحالفة مع مليشيات إسرائيل العربية: والنموذج ماثل للعيان=ما يجري في مصر و ما يريد حفتر تحقيقه في ليبيا وقد يشمل المغرب كله.
24-والحلف بين إيران وإسرائيل تحت سلطان أمريكا يترتب عليه الحلف بين الانظمة الطائفية والأنظمة العسكرية ونوعي المليشيات التابعة لحامييهما
25-وبذلك فصف أعداء السنة يتكون من أمريكا و شرطيها و مساعده و الأنظمة الطائفية و الأنظمة العسكرية و مليشيات إيران العربية و مليشيات إسرائيل العربية. و تلك هي أقطاب المعركة
26-ومع ذلك فهذا الصف العدواني أوهى من بيت العنكبوت : الدليل على ذلك حاجته لاجتماع كل هذه القوى. لو كانوا واثقين من أنفسهم لاستغنوا بالقليل.
27-أمريكا هزمت في العراق.إيران هزمت في حرب الـ8سنوات.إسرائيل أعجزتها حماس.مليشيات إيران العربية عرفت الويل في سوريا.مليشيات إسرائيل صفر
28-لكن النصر لم يحصل للعلتين التاليتين: الأولى هي فهم هذه الحقائق وإدراك ما بينها من صلات. الثانية وضع إسراتيجية حكيمة للمقاومة السنية.
29-هدف كل ما أخصصه من وقتي على كثرة شغلي الفكري والعلمي:فيوميا أكتب في شروط الاستئناف الذي يريد الحلف الذي وصفنا منعه لعلمه بأهمية دوره
30-وكنت قبل أن يقنعني الشباب بتوسل أدوات الاتصال الاجتماعية اكتفي بكتابات نظرية عسيرة الفهم. نزلت عند رغبة بعض طلبتي لإملاء تغريد بسيط
31-وأعجب ما يعجب له المرء عجب العرب المتقاعسين من تقاعس أمريكا في التصدي لإسرائيل سابقا ولإيران الآن لكأنهم يجهلون ما حاولنا تحديده بدقة
32-فلتعلم قيادات الخليج عامة والسعودية خاصة أن الفريسة في الغاية بالنسبة للغزاة هي الخليج عامة والسعودية خاصة:سياسة النعامة لاتجدي نفعا
33-ولما كنت واثقا من أن العرب لا يثقون في بعضهم البعض حصرت الأمر في بلد الحرمين : هي الوحيدة من الدول العربية الكبرى التي ما تزال متماسكة
34-ولست بجاهل أن الكثير يعتبر أملي في غير محله. لكن الأمر لا يتعلق بأملي بل بكون بلد الحرمين هي المستهدف الأول من كل ما يجري من حولها.
35-فالشرطي (إسرائيل) ومساعده (إيران) كلاهما يريد تصفية حساب مع بلد الحرمين غنيمة الشرطين المادي والروحي للسيطرة على المنطقة كلها.
36-والذين يلوموني على عقد الأمل على بلد الحرمين يشككون في قياداتها وفي قدراتها. التشكيك الثاني لا يصدقه عاقل. والتشكيك الأول له علاج.
37-ذلك أنه يدور حول قضيتين:هشاشة النظام وهشاشة المجتمع. والأولى قضية إصلاح دستوري شرعت فيه المملكة والثانية إصلاح العقد الاجتماعي الواجب
38-وفي القضيتين نحن أمام مبدأ “أهل مكة أدرى بشعابها”.لكن دور القاطرة العربية والإسلامية لبلد الحرمين يجعل أي مسلم سني يتمنى لها الأفضل.
39-والأفضل في هذه الحالة إضافي للتحدي الذي يهدد بلد الحرمين والامة كلها: لكأني أرى- والله أعلم-أن أمريكا قررت فعلا الثأر لـ11سبتمر منها.
40-تهمتا الإرهاب والتكفير هما الوصفان اللذان يراد بهما تصفية الحساب مع الإسلام السني الذي يمثل القوة العظمى الممكنة كما كان في الماضي
41-مكونات الحلف:إسرائيل ومليشياته العربية+إيران ومليشياتها العربية+الأنظمة العسكرية+الأنظمة الطائفية+الأقليات دينا وعرقا+بقيادة أمريكا.
42-وبين أن العقد الاجتماعي لا يمكن أن يدور حول كيفية إصلاحه خلاف: فهو يتعلق بشرطي المنزلة الاجتماعية:المواطنة وشرطاها المادي والمعنوي.
43-وهذان الشرطان من أهم قيم الإسلام بدليل الآية الأولى من النساء والآية 13 من الحجرات.فهما شرطا قوة الجماعة والدولة. الأخذ بهما حتمي إذن
44-الإصلاح السياسي=مالايمكن الكلام عليه من خارج.الحسم فيه لا تكفي فيه القيم لأنه رهن علاقات القوة في الجماعة=درجة نضوجها الحضاري الخلقي
45-وحاصل القول وزبدته هي أن العرب اليوم في مهب الريح ما لم يسعفهم من من الله عليهم منهم بشروط القوتين المادية والروحية للقيام بالواجب
رابط المقال:
دروس تاريخ ينساها العرب – الحلف بين الصفوية و الصهيونية – أبو يعرب المرزوقي