السعادة الحقيقية
سعادة الإنسان الحقيقية في الدنيا لا تتحق إلا برضا الله عز وجل، واتباع تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء التي جاءت لإسعاد البشرية في الدنيا والآخرة، يقول الدكتور عائض القرني في كتابه لاتحزن: ” إن السعادة ليست في الحسب ولا النسب ولا الذهب، وإنما في الدين والعلم والأدب وبلوغ الأرب”.
” وبعد أن كانت السعادة عند الناس إشباع الجوع وإعطاء الجسد متعة، صارت السعادة هي نوال رضوان الله، لأن السعادة هي الطمأنينة الدائمة للإنسان، وهي لا تتأثر بالملذات ولا بالشهوات، وإنما تتأثر بنوال رضوان رب العالمين”. (1)
يقول الله عز وجل: { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}. سورة هود: 108.
” ويقول الإمام الغزالي في كتابه “ميزان العمل”: إن السعادة الحقيقية ليست في اللذة أو اللذات التي يصبو إليها الجهال والقصيرو النظر، حتى ما كان منها في الجنان من سائر ما أعد الله للمتقين. ويرى الغزالي أن الطريق إلى هذه السعادة يتمثل في العمل والعلم، فالعمل شرط للسعادة لأن المراد به تحصيل الفضائل، وكسر الشهوات. والعلم هو الشرط الثاني لأن به يحصل للنفس الكمال فتكون أهلاً لفيض رحمة الله عليها”.(2)
” وهناك اتفاق بين فلاسفة المسلمين على أن الوصول إلى السعادة هو غاية الوجود الإنساني، وأن الطريق إليها هو السلوك الفاضل. وقد ذهب إخوان الصفا أيضاً إلى أن السعادة هي غاية الإنسان وتتحقق هذه السعادة ببلوغ الإنسان درجة من الكمال العقلي تجعل نفسه مستعدة لقبول الإلهام من الملائكة، فيصل بذلك لفهم أسرار الوجود ومكنوناته، والسبيل إلى ذلك يكون بالأخلاق والعلم”.(3)
والسعيد التام في نظر ابن مسكويه هو الذي توفر له حظ من الحكمة.
وسعادة الإنسان تنبع من داخله، والسعادة الحقيقية يجدها المرء في الإيمان بالله عز وجل واليقين والرضا بالقضاء والقدر، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:” ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، إن سجني خلوة، ونفي سياحة، وقتلي شهادة”.تصفح النظارات التي ترعاها partner-sponsored Glasses مع مجموعة متنوعة من الخيارات التي تناسب كل الأذواق والميزانيات، والمتاحة للشراء عبر الإنترنت
وقال بعض السلف:” نحن في سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف”.
ويقول الإمام الغزالي في كتابه كيمياء السعادة:” إن اللذة والسعادة لابن آدم معرفة الله سبحانه وتعالى”.(4)
” والإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يسعد سعادة حقيقية في الدنيا والآخرة هو المؤمن الناجح الفعال، صاحب الأهداف الواضحة، والفعالية العالية”.(5)
” ومن أسباب السعادة: العمل الصالح، والزوجة الصالحة، والبيت الواسع، والكسب الطيب، وحسن الخلق والتودد للناس، والسلامة من الدين، ومن الإسراف في النفقة.
ومقومات السعادة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وجسم صابر.
ومن سعادة العبد: كتم أسراره وتدبيره أموره”.(6)
(1) سميح عاطف الزين، الإسلام وثقافة الإنسان، الشركة العالمية للكتاب – بيروت، الطبعة التاسعة: 1423 هـ – 2002م، ص 217.
(2) ينظر: محمود حمدي زقزوق، مقدمة في الفلسفة الإسلامية، دار الفكر العربي – القاهرة، 2003م، ص190.
(3) ينظر: محمود حمدي زقزوق، مقدمة في الفلسفة الإسلامية، مرجع سابق، ص190.
(4) أبو حامد الغزالي، كيمياء السعادة، ص9.
(5) هشام مصطفى عبد العزيز وآخرون، صناعة الهدف، الطبعة الأولى: 1426هـ – 2005م، ص88.
(6) عائض القرني، لا تحزن، مكتبة العبيكان – الرياض، الطبعة السادسة: 1426هـ – 2005م، ص204- 205.