الهوايات والعمل التطوعي
الشباب والفتيات يمتلكون طاقات هائلة يريدون تفجيرها، وينبغي أن نوجه هذه الطاقات وجهة سليمة وإلا انصرفت الى وجهات خاطئة تؤثر سلباً عليهم وعلى مجتمعاتهم. ولذلك يجب أن يكون هناك ممارسة منتظمة لنوع من أنواع الرياضات البدنية النافعة لتفريغ تلك الطاقات الكامنة في أجسامهم حتى لا تنصرف تلك الطاقات في غير محلها، ولذلك يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:” علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ” وكلها رياضات بدنية.
وكذلك أهمية وجود هواية في حياة الشباب يعبرون من خلالها عن مكنونات أنفسهم وعن دواخلهم وتشغل أي حيز للفراغ قد يطرأ على حياتهم ويا حبذا لو كانت تلك الهوايات هوايات علمية قائمة على الإستكشاف والتجريب.
ومن الأمور الهامة أيضاً في حياة الشباب والتي يجب أن يحرص عليها الآباء والأمهات هي تنمية عادة القراءة والبحث عندهم بتوفير مكتبة صغيرة في كل بيت تضم كتباً في العبادات والمعاملات وفي التفسير والحديث وفي العلوم التطبيقية الحديثة وفي مجال الأدب وتشجيع الشباب على الإطلاع والقراءة التي تسهم وبشكل كبير في تكوين شخصياتهم وتنمية قدراتهم واكتشاف مواهبهم .
ويجب أن نستفيد من طاقات الشباب في خدمة المجتمعات ومن أهم الأبواب التي يجب فتحها أمام الشباب هي العمل التطوعي الذي يجدون فيه أنفسهم ويخدمون به مجتمعاتهم ومن المؤسف حقاً أن الغرب سبقونا بمراحل في هذا المجال الذي يحثنا عليه الإسلام يقول الله عز وجل:{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. سورة المائدة: 2.
ويقولَ الرَسُولُ صلى اللّهِ عليه وسلم:« كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ تَعْدِلُ بَيْنَ الإِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ. وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعهُ، صَدَقَةٌ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ. وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ». صحيح مسلم: 2288.
وكما ورد في هذا الحديث نرى انها كلها أعمال تطوعية، ولذلك يجب أن نشجع الشباب على الانخراط في العمل الجماعي، والعمل التطوعي بهدف إكسابهم معلومات وخبرات جديدة، والاستفادة كذلك من طاقاتهم ومواهبهم، وذلك من خلال المشاركة في الندوات والمحاضرات والرحلات والمعسكرات التي تقيمها النوادي والمراكز وفرق الكشافة بالمدارس والجامعات، ومن خلال الإشتراك في جميع الفعاليات السياسية والعلمية والأدبية والرياضية التي تستضيفها الدولة وحماية البيئة والحفاظ عليها من التلوث بجميع صوره وأشكاله من الأمور التي يجب أن توجه لها طاقات الشباب.
محمد خاطر
mimkhater@hotmail.com