الكلّ مُختَطَفٌ ….
الشاعر الإسلامي عبد الرحمن العشماوي
ياراكضين إلى الأوهام ما وقفوا
كونوا كأسلافكم ياأيها الخلَفُ
كونوا كمن سطّروا للمجد ملحمةً
علماً وفقهاً وإيماناً به اتصفوا
لا تنقضوا غَزْلَكم من بعد قوّته
ولاتميلوا إلى دعوى من انحرفوا…
لا تفتحوا بابكم للريح هائجةً
فللجراثيم في ذرّاتها صلَفُ
للشرق والغرب أهدافٌ محدّدةٌ
فهل تجلّى لكم في عصرنا هدفُ؟
أمُشْترونَ فدينُ الله غايتكم
أم بائعون فسوء الفكر والخرَفُ؟
يامسلمونَ أناديكم أيُزعجكم
هذا النداءُ وفيه العزّ والشرفُ
والله لوتمنحون الغربَ أنفسكم
وتصبحون عبيدَ القوم ما اعترفوا
كم من عميلٍ لأهل الكفر حين أتى
وقتُ المَصالح غابوا عنه وانصرفوا
وربما جرفوا أركان دولته
مستهزئين به من بين ماجرفوا
يامسلمون أما تستيقظون وفي
دياركم خُطَطُ الأعداء تنكشفُ؟
هل يستوي تحت جنح الليل من قرؤوا
آيَ الكتاب ومن غنّوا ومن عزفوا؟
هل يستوي عالمٌ لا دينَ يردعه
وعالمٌ بالتّقى والخير يتّصفُ؟
هل يستوي مؤمنٌ تصفو روافدُه
وكافرٌ من نَقيع الوهم يغترف ؟
في الغرب علمٌ عن الدنيا وزينتها
لكنّه عن صراط الله مُنحرف
فلْتَقطفوا منهم العلمَ المُفيدَ ولا
تستجلبوا سوءَ ما قالوا ومااقترفوا
لاترتموا بين أحضان الذين لهم
سوقٌ يميّزها التّطفيفُ والحشَفُ
ياحاملَ المسك كن بالمسكِ مُحتفلاً
ودَعْك ممن طوى أثرابَه القرَفُ
أمانةُ العلم تأبى أن يقوم بها
مذبذبٌ تائهُ الأفكار مرتجفُ
إني أقول لمن ألقَوا حبالَهمو
واسترهبوا أعيُنَ الغافين واعتسفوا
إذا أبَحنا لسوء الظنّ أنفُسَنا
فالكُلُّ مُختَطِفٌ والكلّ مُختَطَفُ
عبدالرحمن بن صالح العشماوي
الرياض ٢-٨-١٤٣٥
* المصدر: صفحة الدكتور على الفيس بوك