ضمن برنامج “العلوم التأسيسية” الذي ينظمه مركز الصفوة للأبحاث والدراسات الحضارية، ويقدمه المفكر جاسم سلطان، عقد يوم الأربعاء 27/10/2021 اللقاء التاسع من سلسلة اللقاءات الفكرية، وعرض فيها المفكر جاسم سلطان وبأسلوب شائق ومبسط استقراء لتجارب النهوض خلال القرنين الماضيين، ابتداء من حملة نابليون بونابرت وحتى الآن، وأبرز الأفكار التي عرضت في اللقاء هي:
العدة التي نحتاجها للنهوض:
- الخارطة: وتعني رؤية المسار الكلي.
- لغة الوصف: وهي اللغة التي نعبر بها عن مشروعنا الحضاري.
الإنسان والحضارة
– الجاهلية: هي الفترة التي تمثل إنسان ما قبل الحضارة.
– الوحي: صنع إنسان الحضارة، والذي بدوره أنتج المنجزات الحضارية الإسلامية.
– أفول الحضارة: ضعف واختراق المجتمع، وسوء حالة الحكم، والتدخلات الخارجية.
– إنسان ما بعد الحضارة: انتظار المعجزات لحل المشكلات (إنسان الانتظار).
– مرحلة الصحوة: ظهرت فيها الحاجة لإيجاد حلول لحالة الضعف، وبدأت من حملة نابليون سنة 1798م ولا تزال مستمرة حتى الآن، وتتميز بالحماس وقلة الرشد في التعامل مع القضايا الملحة والتجريب.
– مرحلة اليقظة: الانتباه للعالم من حولنا، ودراسة المحيط، ورسم مسارات علمية للانتقال من الوضع الحالي للوضع المنشود.
– عودة النهضة: وهي بحاجة إلى جهاز معرفي جديد، وبناء علاقات جديدة بين مكونات المجتمع.
ضمانات الاستمرار:
- محرك النقد.
- احتضان الابداع.
- تحويل القيم إلى إجراءات: وهي قضية في غاية الأهمية، مثل: الحرية، العدل، النظام.
المسار الكبير لفكرة النهضة
– حملة نابليون: استمرت لمدة 3 سنوات، وشكلت صدمة حضارية للعرب والمسلمين، وتفاصيلها في تاريخ الجبرتي، وفيها وصف دقيق لحال إنسان الانتظار.
– محمد علي باشا: كان أميًا نبيهًا، ويطلق عليه باني مصر الحديثة، وقد اعتبر مصر شركة خاصة، حاول من خلالها الاستيلاء على ميراث الدولة العثمانية، وبنى مشروعه على فكرتين:
– الفكرة الأولى: الاتجاه إلى الصناعات البحرية والعسكرية ولم تنجح في تحقيق النهضة.
– الفكرة الثانية: إرسال البعثات للخارج، مثل رفاعة الطنطاوي الذي كتب (تلخيص الإبريز في تلخيص باريز)، وفكرة تقليد الغرب ولم تنجح نتيجة الواقع المصري.
– خير الدين التونسي: كتب (أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)، وقال إن سر النهوض يكمن في النظم الإدارة، وفشلت نظريته في البيئة التونسية.
– جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي: وقالا إن الحل يكمن في تغيير النظام السياسي وإزالة الاستبداد، وألف الكواكبي كتاب (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)، ولكن المجتمع لم يستجب لهذا الطرح.
– محمد عبده: هو تلميذ جمال الدين الأفغاني، وبعد هزيمة عرابي العسكرية، رأى أنه لا بد من تغيير المشهد الثقافي، والتركيز على التعليم، ولكن المشكلة التي واجهته كانت التعارض بين التعليم الديني والتعليم المدني.
– محمد رشيد رضا: مؤسس (مجلة المنار)، وظهور فكرة هل نحن أفضل أم الغربيين؟، ورأى أن الحل يكمن في العودة للماضي، والحاجة إلى البحث فيه عن حل للمشكلات المعاصرة، وبمعنى آخر الحل في العودة للتراث (إحياء التراث).
– حسن البنا: تلميذ رشيد رضا، وتقوم فكرته على أنه طالما أن كل شيء موجود لدينا في التراث، فما ينقصنا هو إقامة الدولة، وإقامة الدولة ستحل جميع المشكلات، ولذلك أنشأ التنظيم الموازي، وسعى من أجل الوصول للحكم بهدف وضع الحل الإسلامي موضع التطبيق.
– أبو الأعلى المودوي وسيد قطب: القطيعة مع المجتمع (الجاهلي)، وبناء الطليعة من الصفر، وإنشاء جيل رباني يحقق النهضة، وهذه الفكرة لم تؤت ثمارها ولم تنجح.
– القاعدة وداعش: فكرة أن الحل يكمن في التسلح والقتال، والانتصار على الفئة الكافرة، ومحاربة الغرب في عقر داره، وإنشاء الدولة الإسلامية، ولم تنجح هذه الفكرة.
– حسن الترابي: فكرة التحالف مع العسكر، ومحاولة اختراق الجيش وتكوين الدولة الإسلامية، والقول بأن الحلول موجودة في التراث، والسعي لتطبيق الشريعة.
– الثورات الشعبية: الربيع العربي حدث نتيجة الإحباط والخيبات المتتالية، مع دخول الإسلاميين على الخط والوصول للحكم، وحدوث انتكاسة كبرى، وانتشار الإلحاد وصراع الحركات والتنظيمات فيما بينها.
ما هو الجهاز المعرفي؟
– طريقة التفكير في حل المشكلات: هل نتفق على قدم الاستنباط أو الاستقراء؟ هل نتفق على معرفة الواقع.
– لدينا خلل جذري في الاستنباط، ونعاني من الاستعلاء، والقفز على الواقع.
– الحاجة إلى الاستقراء: لمعرفة الواقع وتحدياته.
مهام مرحلة اليقظة
– تغيير الجهاز المعرفي، والبحث عن الحلول من الواقع وليس كما نتمنى، والانتقال من الاستنباط إلى الاستقراء.
– بناء التيار: الحاجة للحوار بين الثنائيات الموجودة في الدول العربية (إسلامي – علماني)، والالتقاء على الخطوط العامة.
– بناء ثقافة مكافئة للعصر: تجمع ما بين الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والفلسفة.