المعاشرة الزوجية
المعاشرة الزوجية من الحقوق المشتركة بين الزوجين يقول تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 223].
وقوله: {نساؤكم حرث لكم} قال ابن عباس: الحرث موضع الولد {فأتوا حرثكم أنى شئتم} أي كيف شئتم, قال: سمعت جابرًا قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
وقد رتب الإسلام على المعاشرة الزوجية أجرًا، فعَنْ أَبِي ذَر رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)).(1)
«والمسلم الذي يتقي الله ينظر إلى الزواج على أنه عبادة يتقرب من خلالها إلى الله بحسن أداء واجبه نحو زوجته وبيته وأولاده، كذلك المسلمة التي تتقي الله تعتبر الزواج عبادة وتسعى لنيل رضوان الله بحسن قيامها بواجبها نحو زوجها وبيتها وأولادها. وعلى مثل هذا البيت تتنزل السكينة والرحمة والمودة والسعادة».(2)
والزينة من الأمور التي ينبغي أن يحرص عليها كل من الزوجة والزوج وحبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان يقول: «إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي».
«والتجمل أمر فطري لدى الإنسان، وقد كثرت النصوص التي توضح مدى حض الشارع على تجمل الإنسان رجلًا كان أو امرأة، صغيرًا كان أو كبيرًا، غنيًّا كان أو فقيرًا، وإن من فضل الله أن خلق الرجل يحب أن تتجمل له المرأة، كما خلق المرأة تحب أن تتجمل للرجل وهذا من التوافق الفطري الذي يحقق السعادة للزوجين».(3)
اتق الدبر والحيضة
يقول الله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222].
ورد في تفسير هذه الآية: «عن أنس أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فأنزل الله عز وجل {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} حتى فرغ من الآية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)). وروي أن مسروقًا ركب إلى عائشة فقال: السلام على النبي وعلى أهله, فقالت عائشة: مرحبًا مرحبًا, فأذنوا له فدخل فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي, فقالت: إنما أنا أمك وأنت ابني, فقال: ما للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالت له: كل شيء إلا فرجها».
وقوله تعالى: {فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} فيه ندب وإرشاد إلى غشيانهن بعد الاغتسال. وقوله: {من حيث أمركم الله} قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: يعني الفرج وعن ابن عباس: {فأتوهن من حيث أمركم الله} يقول: في الفرج ولا تعدوه إلى غيره, فمن فعل شيئًا من ذلك فقد اعتدى. وعن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: يا رسول الله هلكت, قال: ((ما الذي أهلكك؟)) قال: حولت رحلي البارحة, قال: فلم يرد عليه شيئًا. قال: فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} «أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة». وعَنْ أبي هُريرةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ أَتى حَائِضًا أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِها أَوْ كَاهِنًا: فقدْ كَفَرَ بمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ)).(4)
أهمية الذكر والدعاء:
* يستحب قراءة سورة البقرة في البيت، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ. إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)).(5)
* يستحب للزوج عندما يخلو بزوجته أن يضع يده على رأسها ويدعو قائلًا: «اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه».
* يستحب للزوجين كذلك أن يصليا معًا ركعتين شكرًا لله عز وجل على نعمة الزواج ولكي تبدأ حياتهما بطاعة الله عز وجل.
* الدعاء قبل الجماع:
كل سكنة وحركة في حياة المسلم ينبغي أن تكون لله عز وجل والعادات التي يقوم بها الإنسان في حياته اليومية تتحول إلى عبادة إذا أخلص النية وقصد بها وجه الله عز وجل وابتغاء مثوبته. يقول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: 162].
والمسلم يذكر الله عز وجل في كل أحواله وهو دائمًا في معية الله عز وجل حتى وهو يجامع زوجته ويقضي شهوته. والدعاء عند الجماع مستحب وفيه حفظ للأولاد من الشيطان، فعن ابن عباس رضيَ اللّه عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّ أحدَهم إذا أرادَ أن يأتيَ أهلهُ قال: باسم اللّه، اللهمَّ جنِّبْنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزَقتنا، فإنه إن يُقدَّرْ بينهما ولدٌ في ذلك لم يضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا)).(6)
* التهيئة النفسية للزوجة
هناك اختلاف بين نظرة كل من الرجل والمرأة للجنس «فالجنس عند المرأة لا أهمية له بدون حب، والفكرة السائدة للأسف عند الكثيرين أن الجنس هو الشغل الأول للمرأة وهدفها لا تفكر إلا فيه، وتسعى إليه ولو سجنتها بين القضبان، ولكن هذا التصور ينطوي على ظلم بَيِّن وجور على المرأة صارخ. فالجنس لا يمثل عند المرأة ضغطًا مباشرًا عليها لأنه متأخر نسبيًّا حسب أجهزتها عن الرجال.. فالرجل عنده حضور جنسي عاجل. فمن أقل لمسة بل من دونها ينشغل فكره، وتسري نار الشهوة في دمائه. أما المرأة فإنها تحتاج إلى الجو المناسب والإعداد (الرومانسي) والتلامس الجسدي والرغبة المبدئية للاتحاد بالشخص نفسه، والمرأة تحتاج إلى بعض الوقت لتعد أعضاءها وروحها، أما الرجل فتكفيه لحظة واحدة من النظر، أو مجرد التفكير كي يصبح جاهزًا لأي أنثى، لذلك لم يأمر الله تبارك وتعالى بالابتعاد عن الزنى فحسب، بل نهانا عن الاقتراب من الزنى أي منعنا من كل ما يؤدي إلى الزنا».(7)
وهناك أمور ينبغي على الزوج مراعاتها في العلاقة الجنسية ومنها:
* على الزوج أن يلاطف زوجته ويلاعبها ويداعبها، وأن يأكلا معًا وأن يشربا معًا وأن يتبادلا أحاديث الود والحب والغزل، فإن ذلك يهيئ الزوجة نفسيًّا لأنه يشعرها بالسعادة والراحة ويزيل الخوف والرهبة من اللقاء الأول ويهيئها جسديًّا للجماع، وذلك من خلال بعض الإفرازات التي تفرزها الأعضاء التناسيلة للمرأة (المهبل) والتي تسهل عملية (الإيلاج) دخول العضو الذكري.
* ليس مهمًّا أن يتم الجماع الكامل وفض غشاء البكارة في الليلة الأولى (ليلة الدخلة) وكأنها معركة مصيرية لا بد أن تحسم من الليلة الأولى، فهناك أنواع عديدة من أغشية البكارة بعضها يشبه المصفاة أو الغربال وبعضها الآخر يكون مطاطيًّا ولا يفتح إلا عند أول ولادة!
وغشاء البكارة هو طبقة رقيقة جدًّا من الجلد تسد فتحة المهبل عند الفتيات ويتمزق هذا الغشاء عند الجماع في المرة الأولى وينتج عنه بضع قطرات من الدم وليس دمًا غزيرًا كما تتوهم بعض الفتيات.
* جسم المرأة كله مناطق حساسة جنسيًّا وخصوصًا (الأذنين ومنطقة الصدر والأرداف وباطن القدمين)، والمرأة تستجيب لكل المؤثرات الخارجية مثل: الكلمات واللمس والضم والتقبيل، ولذلك يجب إشباع كل تلك الحواس قبل عملية الممارسة الجنسية وذلك بخلاف الرجل الذي تتركز أحاسيسه الجنسية في الأعضاء التناسيلة.
* المعاشرة الزوجية حق من الحقوق المشتركة بين الزوجين، ولذلك على الزوج أن يراعي حالة زوجته النفسية قبل الجماع، وأن يهيئها لذلك بالقبلة والكلام والمداعبة وأن يصبر عليها حتى تقضي حاجتها من الجماع، لأن إنهاء المعاشرة الزوجية قبل وصول المرأة لحالة النشوة (الشبق) وهي عبارة عن انقباضات خفيفة في المهبل تسبب رعشة خفيفة، فيه ظلم للمرأة لأنه يحرمها من حقها في الاستمتاع ويسبب لها آلامًا نفسية وجسدية لأن الزوج غالبًا يصل لمرحلة النشوة قبل الزوجة، وذلك من خلال عملية القذف وخروج السائل المنوي.
* من أجل أداء جيد في ليلة الدخلة: يجب أن يحرص العروسان على النوم جيدًا ومبكرًا في الليلة التي تسبقها وأن يتناولا غذاءً ومتوازنًا في يوم العرس، وأن يحرص كل منهما على أن يبقى هادئًا بعيدًا عن العصبية والتوتر والانفعال، وأن يوكل كل منهما الأمور الهامة لأشخاص مقربين أو أصدقاء يثق فيهم وأن يحاولا إنهاء الترتيبات المتعلقة بالعرس مسبقًا حتى لا يقعا تحت ضغط نفسي قد يؤثر على أدائهما ليلة الدخلة.
* يستحب لكل من الزوج والزوجة إن أرادا النوم بدون اغتسال بعد الجماع أن يتوضأ كل منهم كالوضوء للصلاة ويستحب لهما كذلك الوضوء إذا أرادا معاودة الجماع مرة أخرى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ثم يجب عليهما الاغتسال بعد الاستيقاظ من النوم.
استمتع وخذ الأجر!
سعادة الإنسان في هذه الحياة لا يمكن أن تتحقق بعيدًا عن المنهج السماوي الذي جاء ليربط الإنسان بخالقه عز وجل، وينظم علاقته مع غيره من البشر ومع جميع المخلوقات من حوله ويحقق له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة.
والشقاء الذي تعاني منه البشرية اليوم هو نتيجة حتمية للبعد عن منهج الله عز وجل، واللجوء للمناهج الوضعية والتحلل من القيم والأخلاق وإطلاق العنان للغرائز والشهوات التي لا تنطفئ جذوتها ويزداد سعارها يومًا بعد يوم.
وفي الدول التي ينعم مواطنوها بالرفاهية ورغد العيش تزداد معدلات الانتحار وفي ذلك دليل على وجود صراع نفسي يعكر صفو حياتهم، وهذا الصراع هو الذي يدفعهم إلى الانتحار وذلك على الرغم من توفر جميع وسائل الرفاهية وعلى الرغم من الإباحية المطلقة وصولًا إلى الشذوذ الجنسي.
واستمتاع المواطنين في الدول المتقدمة بنعيم الحياة ليس خالصًا ويكدره مخالفة الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها والعذابات، النفسية التي يشعرون بها وتدفعهم للانتحار هي في حقيقة الأمر عقاب على مخالفة الفطرة السليمة وهناك دلائل كثيرة على ذلك، فممارسة الجنس على سبيل المثال تعتبر من وسائل الاستمتاع بين الرجل والمرأة ولكن هذه الممارسة بغير ضوابط شرعية تتحول إلى جحيم ومعاناة لا تنتهي، وهذه المعاناة تبدأ بالإحساس بالذنب والخطيئة وتنتهي بالإصابة بالأمراض الخطيرة كالإيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية المحرمة.
وقد أثبتت الدراسات النفسية أن المرأة التي تمتهن البغاء لا تشعر بأي لذة في المعاشرة الجنسية، وتصاب بالبرود الجنسي وتتحول إلى آلة لممارسة الجنس وتشعر بالدونية وتحتقر نفسها.
ولنقارن بين حال المرأة التي تحمل من زواج شرعي وكيف تستمتع بالحمل على الرغم من الآلام التي تجدها وتكون سعيدة بظهور بوادر الحمل عليها، وبين المرأة التي تحمل من الزنا وكيف تصبح حياتها جحيمًا لا يطاق ومعاناة مستمرة، وتحاول جاهدة أن تخفي حملها عن أعين الناس وتتمنى الموت لكي تتخلص من العذاب والألم النفسي الذي تشعر به وتتخلص من العار الذي لحق بها وبأهلها.
وفي مقابل الشقاء والتعاسة التي يشعر بها غير المسلمين على الرغم من توفر مقومات وأسباب السعادة لديهم، نجد دعوة الإسلام إلى الاستمتاع بطيبات الحياة في إطار ما أحله الله عز وجل ووفق ما أراده سبحانه وتعالى بل وتحصيل الأجر على ذلك الاستمتاع، فمن المفاهيم التي تفرد بها الإسلام عن الأديان والمذاهب الأخرى هو أن المسلم يستمتع بطيبات الحياة ويؤجر على ذلك، وهذا المفهوم تعجب منه الصحابة رضي الله عنهم حتى بيَّن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر فقد قال لهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم في بعض حديثه: ((… وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)).(8)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللّه لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)).(9)
وفي وصف حال الكفار الذين أعرضوا عن منهج الله عز وجل في الدنيا والمصير الذي ينتظرهم في الآخرة يقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} [سورة محمد: 12].
إذًا نحن أمام صورتين متقابلتين:
الصورة الأولى هي صورة الإنسان المسلم الذي يأكل ويشرب ويستمتع بطيبات الحياة ويحمد الله عز وجل على تلك النعم، فيؤجر على استمتاعه وعلى قضاء شهوته في الحلال ويؤجر على شكره لله عز وجل فيحيا حياة طيبة هانئة في الدنيا ويفوز بالنعيم الأبدي في الآخرة.
والصورة الثانية هي صورة غير المسلم الذي يأكل ويشرب ويقضي شهوته كالأنعام فيعيش في قلق وعذاب وفي حيرة واضطراب لأنه خالف الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها، ولذلك يسعى من أجل التخلص من هذه الحياة بالانتحار أو بانتظار الموت فتكون النار جزاءه في الآخرة. فهل بعد هذه الرفاهية التي وفرها الإسلام للإنسان في الدنيا والآخرة من رفاهية تضارعها أو تدانيها؟!!!
المراجع:
(1) صحيح مسلم: 2282.
(2) لجنة البحوث والدراسات، استراتيجيات التربية الأسرية في الإسلام، دار البحوث العلمية – الكويت، الطبعة الأولى: 1424هـ – 2004م، ص64.
(3) لجنة البحوث والدراسات، استراتيجيات التربية الأسرية في الإسلام، دار البحوث العلمية – الكويت، الطبعة الأولى: 1424هـ – 2004م، ص255.
(4) سنن الترمذي: 135، قال الشيخ الألباني: حديث صحيح.
(5) صحيح مسلم: 1774.
(6) صحيح البخاري: 6241.
(7) محمد فرحات الكسم، سر السعادة الزوجية، دار المحبة – دمشق، الطبعة الأولى: 1416هـ – 1995م، ص29-30.
(8) صحيح مسلم: 2282.
(9) صحيح مسلم: 6881.
* المصدر: محمد خاطر، كتاب الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة، دار ابن الجوزي القاهرة، 2012م.