المنتخبات النخبوية
ما للبطولة شاهتْ طمّها الخلل … ما للبراعة بارت دونها الثّمَلَ
ما للدواسر قد غُمَّت فراهتها … ما للنجابة قد حلَّتْ بها العللُ
والنهر مجرى ولكن ماؤه نضبا … والنجم يسري ولكن ضوؤه فَللُ
أين الجبين وقد عزّتْ نضارته … أين الملاعب والأهداف تُعْتسلُ
هل إن أقدامهم كانت بهم ترفاً … في بيئةٍ أنشدت أمجادها السبُلُ
حتى إذا ما التقت أقدامهم لُمَعاً … بات الكلال بها تِفعالها سلَلُ
هل كان برقاً شديداً خاطفاً بصرا … في طيه ظلمةٌ في طيها بَهَلُ
في أعينٍ غُيِّبَت عنها بصائرها … لم تلفَ درباً به الأمجاد تُرتَجلُ
كالسافيات برملٍ وسْط أعينهم … لا قدُّهم عملٌ أو حسهم أمل
هل كان مثلَ هديرٍ صمَّ مسمعَنا … لكنه خُلّبٌ صوتٌ ولا نهَل
حتى إذا ورَدوا الأنهار هادرةً … باتوا جفافاً بهم عطشٌ ولا بللُ
أجدادهم حصّلوا شرَفاً بما احترفوا … كانوا الأُلى نجبوا أمجادهم أثَلُ
لو أن جَداً أتى يوماً لِما اجتهدوا … لاستغربَ الجِلدَ منفوخاً لهم مثَلُ
لهوٌ به اعتبروا الأمجاد ناضرة … لعبٌ به اشتهروا قد شتَّ ما بذلوا
أحلامهم حُرِّقتْ في جوف مجمرةٍ … باتت رماداً به جمراتُهم فشَلُ
أقدامهم خَذَلت آمال سامرِهم … وكراتهم عجزت هدفاً له ابتهلوا
والفوز فيهم بدا أحلام نومهمُ … والحظ فيهم بدا رقيا بها انتعلوا
والصفر صفرٌ ولو زينته زهَرا … والخسرُ خسرٌ ولو حمّاله الجمَلُ
عادوا بصفرٍ وقد باتوا بصفرِهمُ … ظلاً بئيساً عديمَ النفع يُعتَزلُ
ما كان في عودهم مستقبِلٌ بسَما … ولا الهدايا ولا التكريم مشتَمَلُ
25/6/2018
محمد عزت الخالدي