بقلم: سالم عباد
إن الحرب الحالية في أرض غزة رمز العزة، والحرب على أبناء شعبنا في أرض فلسطين المحتلة المستمرة منذ عقود، هي أسوأ أنواع الاستعمار الحديث التي يشهده العالم والبشرية أجمع في القرن الحادي والعشرين، والمتمثل في الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين منذ عام 1948م إلى أيامنا هذه، ولا يزال المحتل بكل أدواته، يعمل ليل نهار على قتل وتشريد أبناء شعبنا في أرض فلسطين المحتلة، وسرقة وتدمير كل شيء يرمز إلى فلسطين التاريخية وحقوق شعبها، مستخدمًا في ذلك قوة السلاح.
وعلى الرغم من جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين في هذه الحرب، لا يزال العالم أجمع صامت تجاه ذلك الإجرام الذي يقوم به هذا المحتل الغاصب، ومن يقف خلفه ويدعمه من القوى الاستعمارية والامبريالية العظمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، التي تقف خلف ذلك المحتل، وتوفر لهم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي والغطاء السياسي والإعلامي، للقيام بهذه الحرب العبثية التي يراد منها قتل أبناء شعبنا العزل من المدنين في أرض فلسطين، وتحديدًا في غزة، والاستمرار في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
إن أرض فلسطين، كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من أرض أمتنا الإسلامية، التي تعيش فترة من السبات العميق، وتشتت أجزاؤها، وقسم الجسد الإسلامي الواحد إلى أوصال صغيرة، وأضحت أرضها مقسمة لأكثر من اثنتين وخمسين دويلة، ولا يوجد لها تأثير أو قرار في سياسات العالم الحديث، الذي تكون بعد الحرب العالمية الثانية، لقد أصبح الجزء الفلسطيني من جسد الأمة الإسلامية هو أكثر الأجزاء التي لا تزال تعاني وتتألم طوال عقود من الزمن. وكلي إيمان ويقين بأن مما يحدث على أرض فلسطين المحتلة، سيعيد النظر في الكثير من القضايا الأممية، التي تهم هذه الأمة التي تحدث عن حال أهلها ومسلميها رسولهم ﷺ الذي جمعهم بعد شتات وأخرجهم من الظلمات إلى النور، حين قال:”مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. حديث صحيح.
إن ما يجري على أرض فلسطين اليوم، بين لنا حال الأمة الإسلامية كشعوب، وأيضًا حال قيادتها، التي أنتجتها لنا اتفاقيات سايكس بيكو سيئة السمعة وأخواتها، والتي وصل حال بعضها إلى التعاون في مختلف المجالات مع سلطات العدو الغاصب والمحتل وأجهزته المختلفة، إن الشعوب الإسلامية، في الحقيقة هي حية، تنبض بالحياة واليقين والأمل بأن حقوقها المسلوبة سوف ترد إليها في يوم من الأيام، وإن أصواتها الداعية إلى الاتحاد وإعادة التفكير في هذا الهوان الذي نعيشه اليوم، بدأ صداها يتردد في أصقاع عالمنا الإسلامي بل والعالم أجمع.
أخيرًا إن ما يجري اليوم على أرض فلسطين المحتلة، يُعد بادرة للنهوض بالوعي لدى أبناء هذه الأمة التي أصبحت تعيش في التيه والضياع، ولا توجد لها قيادة حقيقة تمثلها وتدافع عن حقوقها ودماء أبنائها، وهو في نفس الوقت بداية لنشر الوعي على مستوى العالم بما يجري للشعب الفلسطيني من إباده جماعية من قبل هذه العصابات الإجرامية التي تقوم بتلك الأعمال القذرة، التي تتنافى مع كل القيم والأعراف والقوانين الدولية.