شبابنا وقود الفضائيات وضحاياها
انحرافات الشباب في عالمنا العربي تعود أسبابها إلى وسائل الإعلام العربية المضللة وإلى المخططات الخارجية لإفساد هؤلاء الشباب عن طريق القنوات الفضائيات الإباحية والماجنة التي تستنزف الموارد البشرية والاقتصادية للدول العربية من خلال برامج ماجنة وتافهة .
وما يدمي القلوب حقاً هو أن شبابنا بدل أن يكونوا وقوداً للتنمية والنهضة في بلادنا العربية أصبحوا وقوداً للفضائيات، والسبب الرئيسي لاستمرار الكثير منها بل ودافعاً إلى افتتاح المزيد من هذه القنوات.
فهم في الحقيقة من يمول هذه الفضائيات بطريقة أو بأخرى وهم الفئة التي تصنع برامجها والدليل على ذلك أنهم هم أبطال جميع البرامج القذرة والمستنسخة التي ننقلها عن الغرب. وإحدى الدراسات تقول:” إن الشباب العربي يقوم بإرسال مليار رسالة قصيرة للمحطات الفضائية شهرياً تكلفتها تزيد على 500 مليون دولار شهرياً”.
والشباب هم الفئة التي تستهدفها هذه الفضائيات لمشاهدتها، فأصبح لدينا شباب غارق في مشاهدة مباريات كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، وأصبح لدينا شباب غارق في مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وأصبح لدينا شباب غارق في متابعة الأغاني المصورة حتى الأطفال لم يسلموا من تلك الفضائيات التي تقدم لهم على مدار اليوم برامج تسلب منهم فكرهم وتدمر عقولهم وتفسد عقيدتهم.
بالإضافة إلى الحملات الشرسة الموجهة ضد الشباب ومحاولات الإفساد الداخلية والخارجية والمحاولات المستميتة لتمييع الشباب العربي وإقصائه عن ساحة الصراع، وذلك من خلال التشكيك في العقيدة والدين والدعوة إلى العلمانية كسبيل للخلاص من التخلف والجهل وتكريس فكرة سيطرة الغرب على مفاتيح التقدم والتكنولوجيا الحديثة وتمجيد كل ما غربي والإساءة إلى الإسلام وأتباعة وازدراء كل ما هو عربي.
ومن الأشياء المخزية التي تقوم بها القنوات الفضائية استخدام الشباب والفتيات كجمهور في البرامج الحوارية التافهة مع الفنانين والفنانات مقابل مبالغ مادية زهيدة حيث يقومون بالغناء والرقص وتوجيه الأسئلة المعدة سلفاً للضيوف، وفي ذلك استغلال سيء لحاجة هؤلاء الشباب للمال، وفيه أيضاً تضليل للمشاهدين الذين يعتقدون أن المشاركين في البرنامج من الجمهور وليسوا مجرد (كمبارس).
واسرائيل قامت مؤخراً باطلاق قناة فضائية إباحية تستهدف الشباب العربي الذي يمثل الخطر الحقيقي على وجود الكيان الصهيوني والكثير من الفضائيات العربية تقوم بنفس هذا الدور المشبوه.
وهناك تقرير أوردته صحيفة “therun” الفنية الاسكتلندية يقول إن أكثر من 320 قناة من القنوات الفضائية الأوروبية مملوكة لرجال أعمال عرب باستثمارات تفوق 460 مليون يورو . وأكدت الصحيفة أن هناك 270 قناة من الـ 320 يستثمر أصحابها أموالهم في القنوات الجنسية الموجهة إلى الشعوب العربية وأمريكا اللاتينية مشيرة إلى أن المصريين واللبنانيين والخليجيين والجزائريين في مقدمة هؤلاء الذين يستثمرون أموالهم في تجارة الجنس.
وأشارت إلى وجود 170 قناة جنسية باستثمار مشترك بين رجال أعمال مصريين ولبنانيين. مؤكدة وجود 15 مصرياً يمتلكون وحدهم 56 قناة. وأضافت الصحيفة أن رجال الأعمال العرب الذين أقاموا قنوات جنسية على الأقمار الصناعية الأوروبية جنوا مكاسب تخطت المليار يورو خلال سبع سنوات فقط”.
وعلى الطرف الآخر أوجد هذا الإسفاف وهذا العفن الفني جيلاً رافضاً من الشباب جعلهم يتخذون من التشدد والغلو والتطرف فكراً لهم ويوجهون هذا التشدد وهذا الفكر الضال نحو مجتمعاتهم، فتراهم يسيئون للاسلام والمسلمين من خلال أعمال العنف والإرهاب التي لا يقرها شرع ولا عرف.
وأعمال العنف التي يقوم بها بعض الشباب هي بسبب الصورة القاتمة لحاضر هذه الأمة ومستقبلها وبسبب اليأس من الإصلاح والرغبة في التغيير ولو بوسائل غير شرعية.
فكل الوسائل الشرعية للاصلاح والتغيير مصادرة وغير متاحة وجميع قنوات الحوار مسدودة فكيف يمارس الشباب دورهم في النهوض بمجتمعاتهم؟
محمد خاطر
mimkhater@hotmail.com