تسير البشرية في العقود الأخيرة نحو الهاوية بوتيرة متسارعة، وأبرز محطات تلك الهاوية الحرب التي أعلنها الغرب على الفطرة، ومنها سنة الزوجية في الكون، يقول الله عز وجل:{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة الذاريات: 49.
ويقول الله عز وجل:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} سورة الروم: 21.
والحرب على الأسرة بدأت بإخراج المرأة من بيتها بدعاوى كاذبة مثل التحرر والمساواة، وبمؤتمرات السكان المشبوهة التي عقدت برعاية الأمم المتحدة، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة، وبشعارات الحركة النسوية الخادعة، والدعوة إلى التحرر من الدين والأعراف وإلى الحرية الجنسية للمرأة، وكانت النتيجة شقاء ومعاناة المرأة، وضياع الأجيال، وهدم الأسرة، وشقاء المجتمعات بل والإنسانية جمعاء.
والمفسدون في الأرض لم يكتفوا بنشر الإباحية في العالم، ويسعون الآن جاهدين من أجل نشر المثلية والشذوذ الجنسي في العالم، والضغط من أجل الاعتراف به كحق من حقوق الإنسان، والمحطة القادمة من محطات الهاوية التي يسير العالم نحوها، هي محطة اشتهاء الأطفال وممارسة الجنس معهم (Pedophilia)، وهذه المحطة دشنتها القساوسة في الغرب وفي الفاتيكان تحديدًا.
“فقد كشف رئيس اللجنة الوطنية الفرنسية التي تحقق في الاعتداءات الجنسية على الأطفال في كنيسة “جان مارك سوفيه”، أن ما بين 2900 و3200 من مرتكبي جرائم جنسية ضد الأطفال كانوا كهنة ورجال دين آخرين في الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا.
وهؤلاء جزء من العدد الإجمالي لرجال الدين الذي يبلغ 115 ألفا خلال مدة السبعين عامًا التي شملها التحقيق، أي منذ العام 1950″.
“ودعا آلاف الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة شبكة “نتفليكس”، لإدراجها الفيلم الفرنسي “مينيون” على منصتها، والذي رأوا أنه يضفي طابعا جنسيًا على الطفلات بطلات الفيلم.
ويتناول فيلم “مينيون”، الذي نال جائزة أفضل إخراج في مهرجان “سندانس”، قصة فتاة باريسية في الحادية عشرة، تُدعى إيمي، تحاول التوفيق بين مبادئ التربية الصارمة في عائلتها السنغالية، ومستلزمات مواكبة هيمنة المظاهر وشبكات التواصل الاجتماعي على أبناء جيلها والأطفال الذين في عمرها.
وتلتحق إيمي بفرقة رقص تضمّها إلى ثلاث فتيات صغيرات أخريات من سكان حيّها، ويؤدين رقصات توحي بشيء من الإباحية أحيانًا، كتلك التي تؤديها كثيرات من نجمات موسيقى البوب الحالية”.
“والكاتب الفرنسي والصحفي المتخصص في علم الاجتماع فريدريك مارتيل أصدر كتابًا بعنوان “سودوما” (من ستمائة صفحة)، عرض فيه تحقيقه الذي استمر أربع سنوات عن الشذوذ الجنسي لقساوسة ورهبان الفاتيكان.
وذكر مارتيل -في حوار أجراه مع صحيفة “لونوفال أوبسرفاتور” الفرنسية- أن الشذوذ الجنسي لكبار قساوسة الفاتيكان المسيحيين يعد “من بين أكثر الأسرار التي تكتم الفاتيكان عليها في الخمسين سنة الأخيرة“. واعترف الكاتب الفرنسي بشذوذه الجنسي، مؤكدًا أنه “لا يستطيع سوى شخص شاذ جنسيًا تأليف مثل هذا الكتاب”.
ونوه الكاتب الفرنسي إلى أن العنوان الذي اختاره لكتابه “سودوما” مستوحى من مدينة “سدوم”، التي ذُكرت في الكتاب المقدس (الموجودة حاليًا في الأردن).
وركز مارتيل في كتابه على فضح نفاق الكنيسة في الفاتيكان، مُزيحًا الستار عن الشذوذ الجنسي للرهبان والقساوسة المسيحيين أكثر من التركيز على الإساءات الجنسية، معتبرًا أن “الفاتيكان واحدة من أكبر مجتمعات الشاذين جنسيًا في العالم”.
المسيري والبعد الفلسفي للشذوذ
الدكتور عبد الوهاب المسيري -رحمه الله- تنبأ في منتصف تسعينيات القرن الماضي بتوجه المجتمع الغربي نحو الشذوذ الجنسي، وأن الدافع وراء ذلك ليس مجرد الشهوة الجنسية وإنما البعد الفلسفي لمبدأ اللذة الذي يتبناه الغرب، يقول المسيري رحمه الله:”أعتقد أن الشذوذ هو النتيجة المنطقية والترجمة الوحيدة الأمينة لمبدأ اللذة النفعي، فالإنسان الشاذ يمكنه أن ينشئ علاقة مع شخص آخر من جنسه فيتغلب على اغترابه بشكل مؤقت ثم يعود مرة أخرى لحياته الاستهلاكية البسيطة. وهو يتغلب على اغترابه دون أن يدخل في علاقات ذات آثار اجتماعية تضطره للدخول في علاقة حقيقية مع الآخرين ومع الواقع، إن العلاقة مع شخص من نفس الجنس هي أقل العلاقات الإنسانية جدلية”.
ويقول المسيري:”لا يمثل الدفاع الشرس عن المثلية الجنسية والدعوة إلى تطبيعها دعوة إلى التسامح أو تفهم وضع المثليين، بل هو في أصله هجوم على المعيارية البشرية، وعلى الطبيعة البشرية كمرجعية نهائية ومعيارًا ثابتًا يمكن الوقوف على أرضه لإصدار أحكام وتحديد ما هو إنساني.
والمثلية الجنسية هي محاولة أخرى لإلغاء ثنائية إنسانية أساسية هي ثنائية الذكر/ الأنثى التي تستند إليها المعيارية الإنسانية”.
وسير الإنسان خلف أهوائه وشهواته ونذواته ولذاته، نهايته هي الهاوية في الدنيا والآخرة، يقول الله عز وجل:{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة القصص: 50.
لماذا يدافعون عن الشذوذ؟
الشذوذ الجنسي فيه مخالفة صريحة للفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، يقول الله عز وجل:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سورة الروم: 30.
والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن عقوبة الشذوذ الجنسي ومخالفة الفطرة قاسية ورادعة، لبيان عظم وشناعة الجرم الذي يرتكبه الشواذ الذين يتركون ما أحله الله عز وجل له من الاستمتاع بالجنس الآخر ويتجهون للاستمتاع بنفس الجنس، يقول الله عز وجل:{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} سورة هود: 82.
وحكم الشذوذ الجنسي عند الفقهاء يمتاز بالغرابة وسط العقوبات التي قررها الإسلام، فأفتى بعضهم بقتل الفاعل والمفعول به، وصفة القتل أن يُرمى بهما من مكان مرتفع ويتبعان بالحجارة!
والشذوذ فيه تعطيل للمهمة التي خلق الإنسان من أجلها وهي عبادة الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وعمارة الأرض بالتزاوج والتكاثر.
وإباحة الشذوذ الجنسي تم التمهيد لها من خلال الحملات التي رفعت شعارات تحرير المرأة ومساواتها بالرجل في جميع الحقوق ومنها الحقوق الجنسية.
ونشر الشذوذ الجنسي في العالم سبقه إعلان الحرب على الأسرة من خلال تمييع مفهومها ومن خلال الترويج لمفهوم الجندر، يقول الدكتور أحمد خضر:”تكمُن خطورة تعريفات الجندر في النظرة إلى الأنوثة والذكورة بالمعنى العضوي، منفصلة عن البنية النفسية والأدوار الاجتماعية للأفراد، وأن هذه الأدوار هي مفاهيم اجتماعية مكتسبة وليس لها علاقة بالطبيعة العضوية والفسيولوجية لكلا الجنسين”.
والشذوذ الجنسي الذي اعتبر في الماضي مرضًا، وجد من يدافعون عنه ويدافعون عن حقوق الشواذ، وفي سياق الدفاع عن المثليين وعن حقوقهم المزعومة، نشرت وكالات الأنباء خبر قيام شركة نايك بفسخ التعاقد مع ملاكم محترف هاجم المثليين، “فقد أنهت شركة نايكي للمنتجات الرياضية علاقتها مع الملاكم ماني باكويو Pacquiao الذي هاجم المثليين بشكل عنيف خلال الفترة الأخيرة، وكان باكويو المعروف عنه تدينه الشديد وصف المثليين بأنهم أسوأ من “الحيوانات” وهو ما أثار بلبلة كبيرة، قبل أن يعتذر إلى من أساء اليهم. وأشارت نايكي في بيان إلى أنها تجد عبارات باكويو مشمئزة وهي تخالف مبادئ الشركة، وبالتالي قررت فسخ التعاقد معه”.
وشركة نايكي وصفت عبارات باكويو بأنها “مشمئزة”، وهو الوصف الذي ينبغي أن يطلق على العلاقة بين المثليين، ولكنه فساد وانحراف الفطرة الذي يذكرنا بمطالبة قوم لوط بإخراج لوط عليه السلام ومن معه من قريتهم والتهمة هي “إنهم أناس يتطهرون”!
يقول الله عز وجل:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} سورة النمل: 54-58.
والمدافعون عن المثليين انتقلوا من مرحلة الدفاع عنهم وعن حقوقهم المزعومة إلى مرحلة تقنين الشذوذ الجنسي والاعتراف به وعد البعض ذلك انتصارًا!
“فقد أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكمًا تاريخيًا الجمعة 26 يونيو 2015، يقضي بمنح الحق للمثليين جنسيًا بالزواج في كافة الولايات الأمريكية، وهو الحكم الذي وصفه الرئيس باراك أوباما، بأنه “انتصار لأمريكا.. وانتصار للحب”!
ووفقًا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة وامتدت ما بين عامي 1990 و2014، وصل عدد مؤيدي زواج المثليين إلى 49% من بين جميع المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، بينهم 63% من المراهقين، وارتفع عدد المثليين بنسبة 7.7% وسط الشباب فيما ارتفع عددهم في صفوف من تجاوزت أعمارهم 30 سنة بـ 7.5% بالنسبة للذكور و12% بالنسبة للإنات.
وفي عام 2019 قدر عدد المثليين أو ثنائيي الجنس (LGB) بـ 2.7٪ من سكان المملكة المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فأكثر.
زواج المثليين
زواج مثليي الجنس مسموح به حاليًا في الكثير من دول العالم ومنها: أمريكا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، كندا، جنوب أفريقيا، النرويج، السويد، الدنمارك، البرتغال، آيسلندا، الأرجنتين، أوروغواي، نيوزلندا، البرازيل، فرنسا، جمهورية أيرلندا، بريطانيا (إنجلترا وويلز واسكتلندا فقط)، وبعض الولايات في المكسيك.
والأمر المشين والمخزي في موضوع الشذوذ الجنسي، هو مباركة عدد من الكنائس في الغرب لزواج المثليين، وهذا الأمر يُعد مخالفة صريحة للكتاب المقدس الذي يدين المثلية الجنسية، ويشير إليها بشكل سلبي ويعتبر الممارسة الجنسية المثلية أو ما يسمى باللواط خطيئة وفاحشة، وغالبية الكنائس المسيحية تعارض الزواج المثلي باعتباره ضد الخطة الإلهية في الزواج والخلقة ومخالف للفطرة.
انتشر تصريح البابا المثير للجدل في وسائل الإعلام قبل يومين، بعد عرض فيلم وثائقي بعنوان “فرانشيسكو” في “مهرجان روما السينمائي”، يتناول مواقف البابا الأرجنتيني من الأزمات الراهنة في العالم.
وفي أحد مقتطفات الفيلم، يقول فرانسيس: “يحقّ للمثليين أن يكونوا ضمن العائلة. إنهم أبناء الله. ولديهم الحق أن ينتموا لعائلاتهم. لا يمكن طرد أحد من العائلة أو جعل حياته بائسة لسبب مماثل. يجب أن تكون هناك تشريعات لشراكات مدنية، وبذلك يحظون بتغطية القانون”.
الترويج للشذوذ الجنسي
الصمت تجاه الشذوذ الجنسي لم يعد ممكنًا، لأنه تحول من فعل شخصي يمارسه من شاء في الخفاء، إلى مرحلة الترويج له في الدول العربية والإسلامية، بل ومحاولة فرضه وإجبار غير الغربيين على القبول به.
وفي الغرب يسعى المثليون إلى ترويج المثلية بل وتربية الأطفال عليها في المدارس تحت شعار خادعة كالمساواة والتنوع، يقول الدكتور عبد الكريم بكار:”مؤشرات كثيرة تدل على أن أيامًا صعبة تنتظر المسلمين في الغرب عامة بسبب ارتفاع صوت اليمين العنصري المتطرف وبسبب وصول دعاة المثلية والمدافعين عن الشذوذ الجنسي إلى مراكز القرار . تعليم المثلية والتربية عليها صارا ضمن المناهج المدرسية في العديد من الدول وصارت مقاومة ذلك صعبة. وعلى المسلمين من هذه اللحظة الاستثمار بقوة في التعليم عامة وفي مراحل رياض الأطفال ومراحل ما قبل الجامعة خاصة. الوضع خطير والتحديات كثيرة وتجب مسابقة الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وهناك جملة من الأفكار الخطيرة التي تستخدم في الدفاع عن المثليين ومنها: الحرية الشخصية، وحقوق الإنسان، والدعوة لتقبل المثليين، والحديث عن دور الجينات في موضوع الشذوذ الجنسي، والزعم بأن المثليين فئة مهمشة وضعيفة وفقًا لما نشرته “درج ميديا” ردًا على تصريحات محمد أبو تريكه بالقول:”هذا الموقف لأبو تريكة يكرس الأدوار السلبية التي يمكن أن تلعبها شخصيات عامة في التحريض على الفئات المهمشة أو المستهدفة مثل المثليين جنسيًا الذي يتعرضون في مصر ومختلف الدول العربية لعنف ممنهج وتمييز قانوني وثقافي واجتماعي بسبب هويتهم الجنسية”.
ومن الأفكار التي يحاول البعض من خلالها التطبيع مع الشذوذ الجنسي ما ورد في تغريدة ليال حداد حيث تقول:”المثلية الجنسية عمرها من عمر البشرية”، وهذا القول يكذبه ما ورد في القرآن الكريم، يقول الله عز وجل:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ} سورة الأعراف: 80.
ولا ننسى أن نذكر دعاة الانفتاح ومن يغضون الطرف عن الشذوذ الجنسي بأن مصيرهم سيكون نفس مصير امرأة لوط عليه السلام، يقول الله عز وجل:{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} سورة هود: 81.
الرياضة ودعم المثليين
الرياضة على الرغم من أهميتها إلا أنها استخدمت كوسيلة لنشر العري والدعارة، والمرأة أقحمت في ممارسة أنواع من الرياضة ما كان لها أن تمارسها لولا دعاوى المساواة الخادعة والكاذبة التي يروجون لها.
والرياضة انتقلت من كونها أداة ووسيلة لدعم (المساواة) بين الرجل والمرأة، إلى أداة ووسيلة لدعم المثليين، والمثال الفج والصارخ على ذلك هو الدعم الذي يلقاه المثليون من الدوري الإنجليزي منذ سنوات. حيث أظهر الدوري الإنجليزي على مدار السنوات القليلة الماضية، دعما للاعبين المثليين، وذلك من خلال ارتداء “قادة” الأندية الـ20 في المسابقة شارة ملونة لدعم المثليين.
ومؤخرًا أطلق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليج) على الجولتين 13 و 14 من الدوري جولات دعم المثليين .
وفي مقابل ذلك الدعم المخزي كان الموقف المشرف للكابتن محمد أبو تريكة من حملات دعم المثليين في الدوري الإنجليزي:“ففي معرض تعليقه على ما وصفه بالـ”ظاهرة الخطيرة والفجّة” حول تأييد المثلية بالجولتين الـ13 والـ14 من الدوري الإنجليزي الممتاز، أعرب لاعب النادي الأهلي الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة عن “اشمئزازه واستيائه” من انتشار تلك الظاهرة، محذّرًا من أنّ في ذلك خطرًا بالغًا نظرًا إلى دخول مباريات كرة القدم البيوت ويشاهدها الأطفال برفقة الكبار”.
وأبو تريكه كان موفقًا في حديثه عندما ذكر أن الشذوذ الجنسي فيه مخالفة للفطرة واعتبره إهانة للإنسانية، ومخالف لتعاليم الإسلام، وعندما ذكر المسلمين بأن خيريتهم كما ورد في القرآن الكريم تأتي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول الله عز وجل:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ} سورة آل عمران: 110.
مخاطر الشذوذ الجنسي
مخاطر الشذوذ الجنسي تتمثل في مخالفة الفطرة، ومعارضة الحكمة الإلهية وهي استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، وفيه إعراض عن آية وسنة من سنن الله عز وجل في الكون وهي سنة الزواج بين الذكر والأنثى، والشذوذ سبب رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض الجنسية الفتاكة.
ومعالجة آفة الشذوذ الجنسي بحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية والأهلية، وذلك من أجل بيان الجرم الذي يرتكبه المثليون ومن يدافعون عنهم، وضرورة إخضاعهم للعلاج النفسي والطبي، لأن ما يقومون به يمثل خطرًا على المجتمعات وعلى مستقبل البشرية.
والإسلام هو طوق النجاة للبشرية وهو حائط الصد وخط الدفاع الأخير في مواجهة الإباحية والمثلية التي يحاولون فرضها على العالم بشتى الوسائل.