المشكلة لم تعد في إصدار التشريعات والقوانين لحماية حقوق الإنسان من الانتهاك، وإنما في الحماية الفعلية لهذه الحقوق، وإيجاد الطرق والوسائل والضمانات الكفيلة بالمحافظة عليها، وهو ما حاولنا بيانه في ثنايا هذا الكتاب، وذلك من خلال المحاور الآتية:
الأول: محور المصطلحات والمفاهيم وفيه نبذة عن أهم المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان.
الثاني: المحور الشرعي والثقافي ويتناول نشأة حقوق الإنسان، ومصادرها، ومقوماتها، والحقوق بين القيم الأخلاقية والقوانين الملزمة، وجدلية العلاقة بين مقاصد الشريعة وحقوق الإنسان والعقوبات (الحدية)، والعلاقة بين الحقوق والواجبات ونظرة الفلسفة والعقيدة والسياسة لحقوق الإنسان.
الثالث: المحور السياسي ويتناول قوانين مكافحة الإرهاب والطوارئ وتأثيرها على حقوق الإنسان، والحقوق بين الأنظمة الشمولية، والأنظمة الليبرالية، والنظام الإسلامي، وأزمة حقوق الإنسان، ودور العقد الاجتماعي بين المواطن والسلطة، وفاعلية الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ودور منظمات حقوق الإنسان، والرقابة العامة ونظام الحسبة في الإسلام.
الرابع: المحور الاقتصادي والاجتماعي ويتناول أهمية الأمن الغذائي، وحق المواطنة، والأمن الاجتماعي، والتمييز العنصري والسلم الأهلي، ودور مؤسسات المجتمع المدني.
الخامس: المحور التربوي ويتناول العولمة وتنميط الإنسان، وانتهاك الخصوصيات الثقافية، المعرفة، ومخاطر احتكار العلم، والتوازن بين الحقوق والواجبات، وبناء إنسان الواجب، وضمانات حقوق الإنسان ومؤيداتها.
السادس: محور الرؤية المستقبلية في التأسيس لحقوق الإنسان ووسائل تفعيلها.
ونأمل أن يكون هذا البحث قد سلط الضوء على حقوق الإنسان ومكانتها في الشريعة الإسلامية ودور الدين والأخلاق والمواثيق والقوانين في حمايتها والحد من انتهاكاتها، وأن يكون قد أضاف جديدا في طرح ومعالجة قضايا حقوق الإنسان وما أكثرها في هذا العصر.