صباح السبت 7 من أكتوبر 2023، لم يكن صباحًا عاديًا، فقد حمل نصرًا مبينًا للمسلمين على الكيان الصهيوني الغاصب، من خلال عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية وأطلقت عليها اسم (طوفان الأقصى)، فالمجاهدون وفي ساعات معدودة زلزلوا أركانه، وأذلوا جيش الاحتلال (الذي لا يقهر)، وأوسعوا جنوده قتلًا وسحلًا وأسرًا، واستولوا على أسلحتهم وسيارتهم المدرعة وأحرقوا دباباتهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة التوبة: 14-15.
التخاذل العربي والإسلامي والدولي
في الآونة الأخيرة ظن الكثيرون أن القضية الفلسطينية قد ماتت، بعد أن باعها البعض بثمن بخس، وتخلى عنها الكثيرون، ولكنها قضية لن تموت لأنها قضية عادلة، والحق فيها واضح لكل ذي بصيرة.
والفترة الأخيرة شهدت تدنيسًا متكررًا للمسجد الأقصى واعتداءات ممنهجة من قبل المتطرفين اليهود على المسجد وعلى المصلين وعلى الحرائر المرابطات والمدافعات عن الأقصى، وشهدت أيضًا اعتداءات سافرة ومتكررة على الفلسطينيين وقتلهم بدم بارد على الحواجز وفي المخيمات، وشهدت كذلك اعتداءات متكررة على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتعذيبهم والتضييق عليهم.
والفترة الماضية تزايدت فيها الاعتداءات التي يقوم بها قطعان من المستخربين على الفلسطينيين العزل، ورشق منازلهم وسيارتهم بالحجارة والعبوات الحارقة، وتسارعت فيها وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني الهش الذي أذلته المقاومة الفلسطينية وكشفت سوأته ومرغت صورته في الوحل، في وقت يسعى فيه بعض الحكام العرب للتطبيع معه وبأبخس الأثمان.
يوم من أيام الله
يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023 يوم من أيام الله عز وجل، وهو يوم مبارك فتح الله فيه على المجاهدين، ونصرهم على أعدائهم نصرًا مؤزرًا، ففي خلال ساعات قليلة توغل مئات من المجاهدين الفلسطينيين الشجعان لعشرات الكيلو مترات في أجزاء واسعة من أراضيهم التي احتلها الكيان الصهيوني، وأقام عليها مغتصبات لليهود المجرمين الذين جاءوا بهم من شتى أصقاع الأرض، وقتلوا المئات من جنود الاحتلال، واقتحموا المواقع العسكرية والمعابر التي أقامها الاحتلال، وأسروا العديد من الضباط والجنود وعادوا بهم إلى قطاع عزة رمز العزة والصمود.
والنصر الذي حققه المجاهدون الفلسطينيون، تحقق في مواجهة الحكومة الصهيونية الأشد تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وبددت أحلامها في تحقيق أي مكاسب على حساب الفلسطينيين.بفضل شركائنا ، يمكنك العثور على ties عبر الإنترنت لتناسب كل التفضيلات والميزانيات، من الميزانية إلى الموديلات فائقة الأناقة.
والمجاهدون الصامدون أمطروا مناطق عديدة من الكيان الغاصب بوابل من الصواريخ والقذائف، وقتلوا المئات من الصهاينة، وجرحوا الآلاف منهم، وأسروا العديد من ضباط وجنود الكيان الغاصب، وهو ما دفع قادته إلى إعلان حالة الحرب للمرة الثالثة في تاريخه بعد حرب يونيو 67، وحرب أكتوبر 1973، والتي مضى على ذكراها 50 عامًا.
والعملية النوعية (طوفان الأقصى) التي نفذتها المقاومة الفلسطينية زلزلت الكيان الصهيوني وأصابته في العمق، وأجبرته على إغلاق مطار بن جوريون وإلغاء أكثر من 300 رحلة، وعلى إنهاء الاجتماع الأمني، وأوقعت نحو 1000 قتيل، وأكثر من ألفي جريج، وعددًا كبيرًا جدًا من الأسرى، وأحدثت دمارًا كبيرًا في مناطق متفرقة من تل أبيب والمغتصبات المحيطة بقطاع غزة.
واجب العرب والمسلمين
يقول الله عز وجل:{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة التوبة: 41.
وواجب العرب والمسلمين اليوم هو تقديم الدعم والنصرة لإخوانهم في فلسطين بكل الوسائل المتاحة، وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا. فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ”. صحيح البخاري: 6952.
ونصرة المجاهدين في فلسطين تكون بالمال، وأن نخلف الغزاة في سبيل الله بخير، فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:”أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا، وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا”. صحيح البخاري: 2843.
ومن وسائل النصرة في هذه الأيام المؤازرة الإعلامية للمجاهدين والمستضعفين، وهي فرض كفاية لأن الكثير من المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي باتت تُضيق على كل من يدعمون القضايا الإسلامية والقضية الفلسطينية بصفة خاصة، والمطلوب هو إحياء القضية الفلسطينية إعلاميًا والتعريف بها، وفضح المطبعين والمنبطحين من العرب.
والدعاء وإن كان أضعف الإيمان بالنسبة للكثيرين، إلا أنه أقوى أسلحة المؤمن في مواجهة الظلم ومواجهة الطغاة والمعتدين، فنسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا المجاهدين والمستضعفين في فلسطين وفي كل مكان، وأن يثبت أقدامهم، وينصرهم على أعدائهم، وأن يعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها ومجدها.