صيدة الذاكرة الحائرة
الشاعر الإسلامي محمد عزت الخالدي
أذاكرتي وقد حارت … بما يجري بأوطاني
فسوريا بها رهقٌ … وكربٌ ماله ثاني
ومصرٌ عادها ألمٌ … بحكامٍ كغِربان
وليبيا يا مدى ألمي … نزوعٌ للردى الآني
وفي يمنٍ ترى فُرْساً … بحوثيٍ كخوانِ
وفي السودان يا سَنَدي … وهل أمل بشيطانِ
عراق شرقنا بلوى … بشر الإنس والجان
ولبنان شهدْتُ به … شقاق الملتقى الفاني
وقد شُقت بذاكرتي … صدوعٌ مثل وديان
فصدع فيه أحلامٌ … من الشامِ لبغدان
وشقٌ مال فانصدعا … بمصر ثم تطوان
وما يمنٌ بما أنسى … ونجدٌ أرضُ سدرانِ
فلا حدٌّ يزايلنا … وإن الحد عناني
ولم يُفتح لهم بابٌ … بلا تأشير قحطانِ
وحقٌ كان فامتنعا … وكان الكلُّ إخواني
ولا لغة بنا شفعت … ولا أياتُ قرآنِ
ولا أملي ولا أثلي … ولا تاريخ وجداني
وكل العرْب لي عون … ولكن دون جدراني
وأحمد ربيَ الأعلى … وأنظر عونه الحاني
وها قد عززوا الحدا … بأقفالٍ وأعوانِ
كلابهمُ مدربةٌ … تلاحقُ خائفاً واني
ولا دينٌ يجمِّعنا … ونحن الناقص الشاني
بسوريا أيا ألمي … جنونٌُ فاق أحزاني
أراضيها وقد صُبِغتْ … بسَيل الأحمر القاني
بسيف كان قد سُنا … لفك القدس والعاني
وجرّده مقاتلةٌ … وقد سجدوا لأوثانِ
لقتل مَواطني الأسمى … ليستعلوا بإيرانِ
وهدم بلاديَ الكبرى … أداء القاتل الجاني
أباروديُّ يا فخري … برعتَ بنا بتِـبْيانِ
تمنيتَ الجميعَ أخاً … بكل بلاد عدنانِ
نظمتَ قصيدةً غمرتْ … بلادَ العرب أوطاني
شدوتُ بها ثمانينا … وقد عاشت بشرياني
وأشقى أنها انهارتْ … بشرِّ الحال والآنِ
وقد بارت قصيدتُكا … وما بقيت كأفنان
كأني ما شدوتُ بها … وما عادت بأكناني
الشاعر الإسلامي محمد عزت الخالدي
2014/5/20