قصيدة مجازر القصير والبيضا
الشاعر الإسلامي محمد عزت الخالدي
قامت بقصيرٍ مجزرة … كتب المجنون أوامرها
قد رضع الفتنة من أمٍ … كانت شـراً بضمائرها
وأبٍ غصب الحكم عتواً … كان الأشقى بدوائرها
بدأوا شراً برعوا إثماً … عاثوا نهباً بعمائرها
رسموا إرثاً وعتوا كيداً … كانوا الأدنى بمعايرها
عاثت بقصيرٍ مفرزة … كان الإجرام بوادرها
سنوا السكين وقد لمعت … فاقت بالسن كواثرها
ثم انتشروا رهباً رعباً … في الأنحا حيث مناحرها
فأتوا أبياتاً قد أمنـت … بثّوا فزعاً بمعابرها
أطفال البلدة قد نامت … أيقظها القتل بعاثرها
بنت بالخمس قضت حرقاً … ذبحوا الأخرى بغدائرها
نحروا الشبان وما ذكروا … كانوا صحباً بمحاورها
شقوا بطناً فيه جنينٌ … شبحوا أماً بضفائرها
شيخ طفلٌ أم وأبٌ … غار السّكّين بحائرها
تركوا الطرقات وقد ملئت … بالقتلى مثل نظائرها
كالحولة درعا والأبطع … هدم الفجار منائرها
وأذاقوا بانياسَ ضرارا … فجَروا قتلاً بحرائرها
عاث اللؤماء بهم فتكاً … بعثوا الأحقاد بسائرها
أبطال الشبح نما فيهم … تغيير مسار مصائرها
قالوا تطهير مدينتهم … ولَغوا نهشاً بغوابرها
في جارتها البيضا فئةٌ … عادت بالشؤم عوائدها
كانوا يوماً شذراً مذراً … قامت لهمُ بضيافتها
قد جاؤوا اليوم بسكينٍ … بقروا بطناً بمساكنها
ما البيضا إلا ملحمة … سرتِ الركبان بعابرها
ما البيضا إلا مأساةٌ … أزلام الشؤم كوادرها
والبيضا بيضاء جبينٍ … كالنور سرى بمنابرها
فلها وقصيرٍ عندهمُ … ثأرٌ يسري بمفاصلها