لـماذا يحاربون أردوغان؟
الدكتور أبو يعرب المرزوقي
لعلة وحيدة تجعل من مصلحة خمسة أعداء محاربته وهم :
1-الغرب
2-وإيران
3-وإسرائيل
4-وخونة العرب من الحكام ونخبهم العميلة
5-والبديل مما يمثله أو مخترقو مقاومته.
ولهذه العلة وجهان عاجل وآجل.
العاجل هو إفشال خططهم المعتمدة على تدنيس فكرة الاستئناف من خلال تدنيس مفهوم الخلافة
والآجل هو سعيهم من قرون لأفساد التربية الإسلامية القويمة على قيم القرآن والسنة.
لذلك فنجاح أردغان في تركيا بقيم الإسلام يعني
أن تشويه الخلافة (لمنع إحياء آخر عواصمها) قد فشل
ونجاح المقاومة يعني
أن تشويه قيم الإسلام (لمنع البديل الحضاري) قد فشل.
ذلك أن التصدي للخطتين العاجلة والآجلة لم يعد تصديا بالأقوال
بل صار تصديا بالأفعال التي بدأت تثمر النصر
بدليل فشل الانقلاب في تركيا
وفشل الحصار في حلب.
وهذا يعني أن استراتيجية اختراق المقاومات السنية ببدائل منها لقيطة مثل داعش
لم تعد تنطلي على أحد
لأن قيم الإسلام أصبحت متعينا نجاحها به في الإقليم.
هذا في العاجل أما في الآجل فيهم ما يسعى إليه الأطراف الاربعة الأخرى
لإفساد قيم الإسلام وضرب قلبه:
الغرب وإيران وإسرائيل والأنظمة العربية العميلة ونخبها التي هي مليشياتهم بالقلم والسيف ضد الاستئناف.
فهؤلاء جميعا لا قوة لهم أمام الإسلام وقيمه.
لذلك تحولت الحرب على الإسلام بواستطهم لتفتيت مركز ثقله أي السنة العربية والتركية في الإقليم.
ولنبدأ بالأنظمة العميلة وهي صنفان قبلية وعسكرية
ولست بحاجة للتسمية فالجميع يدرك من أعني:
كل هؤلاء يخشون نجاح التجربة الإسلامية الديموقراطية بقيم القرآن والسنة.
ولذلك فهم جميعا حلفاء إيران وإسرائيل بزعامة زعيمة الغرب لمنع نجاح الثورتين ثمرة لاستئناف الأمة دورها التاريخي:
ثورة الديموقراطية بقيادة إسلامية حديثة وثورة بناء تركيا لنموذج نجاحها الأول.
فالثورة المضادة ليست غبية بل هي تدرك جيد الإدراك أن
نجاح ما بدأ في تونس
ونجاح بناء النموذج في تركيا
هو نهاية الاستبداد والفساد وسنده الغربي المبني على الاستضعاف والاستتباع.
وإذن فلا غرابة أن يحالف نوعا الأنظمة العربية العميلة القبلية والعسكرية ونخبهما إيران وإسرائيل ضد الثورة وضد تركيا برئيس الجوقة هو أمريكا قائدة الغرب كله.
وهم يعلمون أن الغرب يريد اتمام ما فشل فيه بعد الحرب العالمية الأولى لأن اسقاط الخلافة والتقسيم لم يحقق الهدف النهائي:
منع كل إمكانية للاستئناف لأنه يرى بعد قرن لم يعد مستحيلا بل صار ممكنا.
وهم يعلمون كذلك أن إيران وإسرائيل كلتاهما تريد استعادة إمبراطورية متقدمة على الإسلام ويعتبران العرب بفضل الإسلام قد قضوا عليهما وإذن فهم العدو.
لكن الخونة من الأنظمة العربية بصنفيها القبلي والعسكري ونخبهما التي هي مليشيات إيرانية وإسرائيلية مستعدون لأن يلعقوا أحذية الغرب للإبقاء على كراسي الذل.
ويقبلون بكل ذل ومهانة أن يكون الشرطي إسرائيلـي ومساعده إيرانـي وأن يعودوا إلى أقل مما كان عليه المناذرة والغساسنة حتى يبقى لهم متعة الأنعام والمخلدين إلى الأرض كالكلاب.
ذلك هو السر في الحرب الشعواء التي تشن على تركيا وأردوغان وعلى كل من يدرك هذه الحقائق فيعتبر ما يجري في الشام وفي تركيا مصيري بالنسبة إلى مستقبل لأمة كلها.
تلك هي الحقائق التي تكشفت بعد قرن من محاولات نكأ كل الجروح لمنع عودة اللحمة الروحية بين العرب والأتراك بداية الأمة وغايتها وشرط استئنافها.
فالحرب اللطيفة بعد فشل الحرب العنيفة (بسبب دور تركيا بعد الحروب الصليبية)
بدأها علماء الكنيسة وخاصة كبارهم مثل توما الأكويني وحركة التبشير التي وازت حرب الاسترداد وتلتها حرب الاستشراق
كتبت الكثير عن تركيا رغم أني لست مختصا في الشؤون التركية وقلت منذ سنة أن الأنظمة العربية لا يعول عليها.
لكن الشعب العربي كله مع تركيا وخاصة منذ الثورة وافتضاح أكاذيب إيران ومليشياتها.
وهذا أيضا من أسباب حقد الملالي علـى اردوغان لأنه افتك منهم قلوب المسلمين عامة وقلوب العرب خاصة لافتضاح خداع الملالي وغدرهم وحلفهم الخفي مع الغرب وإسرائيل.
ولهذه العلة لا يكاد الإعلام العربي السفيه يحارب أحدا غير الثورة وتركيا والإسلام ويخطئ من يتصوره يفعل من دون رضا الأنظمة بل هو مأمور منها.إذا كنت في السوق للحصول على ملابس clothes، فإن منصتنا هي خيارك الأفضل! أكبر مركز للتسوق!
كما أعلنت مباشرة بعد الانقلاب أن مصلحة تركيا تقتضي الصلح السريع مع روسيا والبحث عن حلفاء بدائل من الغرب لسعيه إلى تكرار تجربة الحرب الأولى.
وسبق أن فسرت حذر تركيا بما تبين لاحقا أعني الدولة الموازية وبعض العلمانيين في الجيش وبعض الأكراد وجل العلويين ما أدى حتما إلى الحذر فلو تورطت تركيا في الحرب السورية لكانت فرصة يقع لها ما وقع لروسيا في الحرب العالمية الأولى:
الانقلاب الأحمر ضد الدولة والقضاء على النظام.
وبعد إسقاط بغداد ودمشق والقاهرة بيد إيران وإسرائيل لم يبق إلا تركيا والسعودية.
والسعودية في وضع حرج أكثر من تركيا.
والخوف عليها من جبهتها الداخلية: فالتقية تخفي الكثير
لذلك فهم قد يستفردون بتركيا وقد ذكرت أن إسقاطها يعني تحقيق امبراطوريتي إيران وإسرائيل:
فجل الأنظمة العربية شديدة الهشاشة
وقياداتها لا تؤمن بشيء إلا الكراسي.
ما بت أخشاه على السعودية خاصة والخليج عامة هو أن نسمع ذات صباح أن غالبية السكان شيعة وليسوا سنة إلا تقية ذلك أن ما يجري يشككني في صدق سنية الكثير.
فانت لا تشعر أنهم في حرب مع أعدى الأعداء.
لما يعرض علي مساعدي لوحة ممثلة لما يدور من حوارات وآراء في الإعلام الرسمي أو الاجتماعي أجد الحرب آخر اهتمامهم لكأنهم لا يشعرون بالمصير العراقي والسوري.
فهذا المصير هو ما تعده لهم إيران وإسرائيل حتى يتقاسما الإقليم والعائق الوحيد هو شباب الثورة وتركيا.
ولولاهما لكان ما تهدد به إيران قد تم.
هذا رايي ولا يهمنى ما يظهره البعض كذبا من الغيرة على بلادهم فيتهموني مثلا بأني أتدخل في شؤونهم
لكأن إيران وإسرئيل ليست عيونهما على الوطن العربي كله
أو لكأن البادئ ليس تمويلهم للثورة المضادة ضدنا.
وقد أعلمني أحد الثقات أن خبث التقية والخطط طويلة المدى بات أصحابهما يستعملون حيلتين لهذا الغرض:
اختبار اسماء سنية ومدن سنية لاختراق صف السنة إلى أن يحين ميقات الفزة.
ولست غافلا على أن الحقائق المرة يصعب تقبلها وقد يتهم من يقولها بالعدوان بل ذهب بعض السخفاء بأنها دالة على حسد الخليج على ما لديه من نعمة.
وغالبا ما يكون الناصح الصادق متهما.
وكم أخشى ما قد يؤول إليه الامر عندما لا ينفع الندم والقول ياليتنا كنا واعين.
فما يتصورونه نعمة يحسدون عليها قد تكون نقمة وهم لا يدرون.
فمن يسمع العربية وغيرها ويظن أنها فضائية شعب في حرب ضد أعدائه وهي لا تحارب إلا اسباب قوة الأمة ولا تمجد إلا أعداءها بدعوى الليبرالية؟
ولو كان الأمر متعلقا بها لهان. الأمر
بل هو يتعلق بمن يحميها.
فلا يمكن أن نزعم أن حرية الصحافة هي الحامية.
الحامي هو ممول الانقلابات ضد الثورة.
وهذا لا يمكن أن يكون من خارج النظام ونخبه النافذة.
لذلك فعاصفة الحزم لا يمكن إلا أن ترواح مكانها وأن تتخبط لأنها أصبحت حربا على أصحابها.
وكم كتبت على عاصفة الحزم ونصحت بالاستراتيجية التي كان يمكن أن تحسم الحرب الأساسية بمظلة الحرب الثانوية أعني حرب الحدود بمظلة حرب الشرعية.
ذلك أني لا أفهم كيف لا يفهم استراتيجيو الحرب أن المهم هو حرب الحدود بين اليمن والسعودية وما حرب الشرعية إلا غطاء دبلوماسيا لخوضها باقصى سرعة.
ولو تم التركيز على حرب الحدود لتم القضاء على حزب الله الثاني حتى لو اقتضى الأمر مصالحة صالح لانه أقل خطرا من الحوثي وهو ما نصحت به بداية.
حرب الحدود كانت ستفرض على الحوثي استقدام كل قوته إليها فيتم القضاء عليها بدلا من الجري وراءها في كل اليمن بغباء استراتيجي لم أر له مثيلا.
وحاولت أن أفهمهم أن الحرب في اليمن لعلتين لا تكون سريعة أبدا: التضاريس والقبلية.
والقبائل لا تحارب بل تشترى.
فهذه من سنن البداوة: شراء الشيوخ كاف لربح الحرب.
هل كانت أمريكا تنتصر في العراق ضد المقاومة لولا شرائها شيوخ العشائر وذمم القيادات العسكرية مع الخونة الذين أتوا على ظهر الدبابات وسند نفس العرب العملاء؟
فاي جيل أعايش:
صار حارس المواخير مفتيا
وخائن ثورة شعبه استراتيجيا
والأقزام ماريشلات دون خوض أي حرب
ما هذا ما الذي حصل للعرب؟
أي نخب هذه؟
حصيلة القول إن الأعداء الخمسة يجمعهم الخوف من استئناف الأمة دورها:
أوروبا لم تنس ماضي العلاقة بالإسلام
وإيران وإسرائيل لم تنسيا ما تقدم على الإسلام.
ومنظمات المقاومة المخترقة التي تشوه الإسلام بمليشيات القلم والسيف مجرد سلاح لإيران وإسرائيل ولا فرق بين أحزاب الله وداعش كلها أدوات لهذين العدوين للامة.
وأمريكا تستعمل الجميع وخاصة الأنظمة العملية بصنفيها القبلي والعسكري لكي تسيطر على الممرات والطاقة والجسر الواصل بين الغرب والشرق الأقصيين.
لكن الشعوب في الإقليم بدأت تتحرر بما في ذلك شعوب إيران والشعوب التي تتصور نفسها قد سيطرت عليهم مثل شعب العراق وسوريا:
الثورة تنضج وإن ببطء
يكفي أن تصمد تركيا وبعض العرب الخلص والمقاومات الشعبية في بلاد العرب والأقليم حتى تنقلب الأمور لصالحنا وهي قد بدأت بفشل الانقلاب ونجاح حلب.
المصدر: مدونة الدكتور أبو يعرب المرزوقي