الكيان الصهيوني الغاصب مستمر في ارتكاب جرائمه بحق العرب والفلسطينيين منذ عقود، دون رادع من دين، أو ضمير أو أخلاق أو قانون دولي أو إنساني، وآخر جرائمه كانت المجزرة المروعة التي ارتكبها في المستشفى الأهلي المعمداني، وخلفت أكثر من 500 شهيد، ومئات الجرحى.
جرائم الكيان الصهيوني
الكيان الصهيوني كيان استيطاني، وهو ربيب الولايات المتحدة التي أبادت الملايين من الهنود الحمر، وقتلت مئات الآلاف من الأبرياء في أنحاء متفرقة من العالم، وهي التي أعطته الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه بحق العرب والفلسطينيين، وهي التي تدعمه بالمال والسلاح، وحركت من أجله حاملتي طائرات، وأرسلت 2000 جندي من مشاة البحرية لتقديم الدعم لجيش الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وجيش الاحتلال الذي أذلته المقاومة على مرأى ومسمع من العالم، ومرغت صورته في الوحل، وأفقدته اتزانه وهيبته المزعومة في المنطقة، لم يجد ما يرد به على المقاومة، فشرع في قتل الأبرياء، وحصيلة الشهداء المتزايدة يومًا بعد يوم تظهر أن أكثر من 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء.
وجيش الاحتلال ارتكب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وتتمثل هذه الجرائم في قتل المدنيين، وفي الحصار والعقاب الجماعي لسكان قطاع غزة وقطع الماء والكهرباء عنهم، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
وبلغت خسة ونذالة جيش الاحتلال مداها عندما قتل النازحين، فقد قصف طيران العدو قافلة للنازحين، وأوقع أكثر من 200 شهيد من سكان القطاع الذين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه نتيجة القصف الهمجي المتواصل، وبناء على تهديدات جيش الاحتلال لهم، ودعوتهم إلى النزوح جنوبًا.
وقصف الاحتلال المتواصل على القطاع منذ أيام لم تسلم منه المستشفيات التي باتت عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، وأبشع جريمة قام بها جيش الاحتلال هي قصف مستشفى الأهلي المعمداني وقتل وإصابة المئات.
والطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني التي تعمل ليل نهار لإنقاذ الجرحى، لم تسلم من جرائم الاحتلال، فقد تعرضت هذه الطواقم للقصف والقتل المتعمد أثناء تأديتها لواجبها الإنساني. وقوات الاحتلال تتعمد استهداف وقتل الصحفيين، لمنعهم من إيصال الحقيقة للعالم، ونقل وتوثيق الجرائم التي ترتكبها.
وجيش الاحتلال يستهدف البشر والحجر في فلسطين، فمنذ بداية العدوان دمرت قوات الاحتلال آلاف المنازل وهدمتها على رؤوس ساكنيها، واستهدفت البنية التحتية في القطاع.
خسائر الكيان الصهيوني
يقول الله عز وجل في وصف حال المؤمنين في القتال مع أعدائهم ودعوتهم للثبات:{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} سورة النساء: 104.
وعملية (طوفان الأقصى) المباركة، عملية نوعية، انتصرت فيها المقاومة بتوفيق وفضل من الله عز وجل، وتداعياتها ستستمر لفترة من الزمن، ويكفيها ما حققته من مكاسب، فقد أصابت إسرائيل بالشلل التام، وكانت تكلفتها على العدو باهظة الثمن: بشريًا واقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، فقد أنهت المستقبل السياسي لمجرم الحرب (نتنياهو)، ووجهت ضربة موجعة لحكومته اليمينية المتطرفة، وحطمت من جديد أكذوبة (الجيش الذي لا يقهر)، ووهم التفوق العسكري الإسرائيلي.
والخسائر البشرية التي أوقعتها المقاومة في صفوف الاحتلال تُعد فادحة بالنسبة للكيان الصهيوني الذي لا يتحمل مقتل هذه العدد الكبير سواء من جنوده أو من سكانه، وعملية طوفان الأقصى المتواصلة أجبرت حكومة الاحتلال على نقل حوالي 80 ألف من سكان المغتصبات إلى داخل الكيان، وسينتج عنها بالضرورة هجرة عكسية لليهود من إسرائيل، وبالفعل بدأ شتات اليهود في فلسطين في الاحتماء بجنسياتهم الأصلية، ورغبتهم في العودة إلى الدول التي جاؤوا منها.
وعلى الصعيد الاقتصادي تكبد الاحتلال خسائر اقتصادية فادحة قد تصل إلى 10 مليار دولار، فقد انخفضت قيمة الشيكل، وسجلت البورصة الإسرائيلية خسائر منذ بداية العملية، وتوقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون، وأغلقت شركة شيفرون حقل الغاز الطبيعي تمار، الذي يعد من أهم مصادر توليد الطاقة والتصدير.
وعلى الرغم من فداحة التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون، إلا أن السابع من أكتوبر 2023 سجل نصرًا مؤزرًا للمقاومة على الكيان الصهيوني الغاصب، فقد أوقف التطبيع الذي تسارعت وتيرته في الآونة الأخيرة، وأعاد القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، وهي قضية عادلة ولا بد أن يعود الحق فيها لأصحابه، ولا بد أن ينتهي الاحتلال ويزول الكيان الصهيوني الغاصب عن أرض فلسطين.
المصدر: مدونات الجزيرة.