أحرار وشرفاء العالم الذين يدافعون عن القضايا العربية والإسلامية لهم في أعناقنا دين وواجب يستحق الأداء، فواجبنا تجاههم هو تقديم الدعم المادي والمعنوي، وتوفير الحماية لهم، وفتح منابر إعلامية يستطيعون من خلالها نشر أفكارهم والدفاع عن القضايا العربية، وتصحيح صورة الإسلام في أذهان الغربيين.
والشرفاء والأحرار الذين دافعوا عن القضايا العربية والإسلامية ودافعوا عن الفلسطينيين بصفة خاصة كُثر ويكفينا هنا أن نعرض لبعض الشخصيات التي دافعت عن الحقوق العربية المهضومة، ومن هؤلاء الأمريكية راشيل كوري (Rachel Corrie)، التي عاشت ما بين 10 أبريل 1979 – 16 مارس 2003م وراشيل كانت عضوة في حركة التضامن الدولية (ISM) وسافرت إلى قطاع غزة أثناء الانتفاضة الثانية حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح.
والطريقة التي قتلت بها راشيل كوري فيها دليل دامغ على الوحشية والهمجية الإسرائيلية في التعامل مع الأبرياء العزل المدافعين عن حقوق الإنسان، وذكرى راشيل كوري ينبغي أن توثق وأن تخلد تذكيراً للأجيال القادمة بالجرائم الوحشية الإسرائيلية ضد البشر وضد كل مظهر من مظاهر الحياة.
ومن هؤلاء الشرفاء والأحرار ناشط السلام البريطاني (توم هرندل) الذي قتل بتاريخ 13 يناير / كانون الثاني 2004م، وتوم هرندل كان عضوًا في حركة التضامن الدولية (ISM). وقد لقي مصرعه أثناء قيامه بالتظاهر في مدينة رفح ضد ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وذلك إثر إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جندي إسرائيلي وبحسب روايات شهود العيان فقد أصيب هرندل عندما كان يحاول استخدام جسده كدرع لحماية مجموعة من الأطفال الفلسطينيين من نيران قوات الاحتلال.
ومن الشخصيات التي يجب أن نحتفي بها وبمواقفها المفكر الأمريكي (نعوم تشومسكي) المعروف بمواقفه وانتقاداته الحادة للسياسة الخارجية الأميركية والذي ندد كثيرًا بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ومن هؤلاء المخرج الأمريكي (مايكل مور) وهو مؤلف وناشط سياسي ومخرج أمريكي حائز على جائزة الأوسكار، وقد عرف مايكل مور بصراحته وجرأته ورؤيته الناقدة للعديد من القضايا كالعولمة وحرب العراق وسيطرة الشركات العملاقة وجماعات العنف المسلحة.
ومن الشخصيات التي يجب أن نساندها وندافع عنها المؤرخ البريطاني (ديفيد ايرفنج) الذي حكم عليه عام 2006 بالسجن لمدة ثلاث سنوات لتشكيكه في المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين.
ومن هذه الشخصيات روان ويليامز (Rowan Williams) كبير أساقفة كانتربري وزعيم الكنيسة الانجليكانية الكنيسة الرسمية لإنجلترا، وقد أثار روان جدلًا كبيرًا في بريطانيا في وقت سابق عندما طالب بإدخال بعض التعديلات المستمدة من الشريعة الإسلامية على القوانين البريطانية لخدمة المسلمين في بريطانيا.
ومن هذه الشخصيات النائب البريطاني المحترم (جورج جالاوي) الذي عارض الحرب على العراق، وقاد قافلة شريان الحياة لرفع الحصار عن شعب فلسطين في غزة بالمشاركة مع نواب من تركيا، والقافلة كانت تحمل مساعدات وأدوية وسيارات وتعرضت لمضايقات كثيرة وذلك في نهاية ديسمبر 2009 وبداية يناير 2010.
ومن الشخصيات التي يجب أن نحتفي بها ونذكر بمواقفها الراحلة (هيلين توماس) عميدة المراسلين في البيت الأبيض والتي لم يشفع لها تاريخها الطويل في العمل الصحفي، وأجبرت على تقديم استقالتها عقاباً لها على تصريحات قالت فيها إن حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي يتطلب جلاء اليهود عن فلسطين وعودتهم إلى البلاد التي جاءوا منها.
والحل الذي اقترحته هيلين توماس يعبر عن حقيقة تاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يشكك فيها، ولكن الحل الذي يطالب به الجميع في الوقت الراهن هو وقف العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم!
وهناك الكثير من المشاهير الذين تضرروا مؤخرًا نتيجة مواقفهم الداعمة لفلسطين، ومنهم الممثلة المكسيكية ميليسا باريرا، والممثلة الحائزة على جائزة أوسكار سوزان سارندون، والصحفية جازمين هيوز، والناشطة الفرنسية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن، واللاعب الهولندي ذي الأصول المغربية أنور الغازي، والصحفية الفلسطينية زهراء الأخرس، وغيرهم الكثير، ومطلوب منا أن نساندهم وندعمهم ونثني على مواقفهم الإنسانية وعلى دعمهم للقضية الفلسطينية.
وهؤلاء وأمثالهم يجب أن يكون لهم نصيب من الزكاة ويصرف لهم من مصرف المؤلفة قلوبهم، فما يقومون به من الدفاع عن قضايانا التي عجزنا عن الدفاع عنها وعن حقوقنا التي فشلنا في استرداها يستحق أكثر من ذلك.
المصدر: مدونات العربي الجديد.