التربية في هذا العصر أصبحت مهمة صعبة، وتحتاج إلى جهد وصبر، فما يبنيه الوالدان في سنوات تهدمه وسائل التواصل الاجتماعي في لحظات، وهناك أمر في غاية الأهمية والخطورة، وهو التشجيع على الانحراف والفساد بجميع أنواعه الفساد المالي، والفساد الأخلاقي، والانحراف الجنسي، والمغريات كثيرة ويسيل لها اللعاب، ومنها المال والشهرة وملايين المتابعين.
تشجيع الفتيات على الانحراف
المرأة من الأسلحة المعتمدة لإفساد المجتمعات، وفي الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ”. أخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740).
والأمر يتعلق بمئات الآلاف من الفتيات إن لم نقل الملايين في أنحاء متفرقة من العالم، فأوروبا الشرقية على سبيل المثال أصبحت سوقًا رائجة لتجارة الرقيق الأبيض، حيث يتم جلب أكثر من 500 ألف فتاة سنويًا بطرق غير مشروعة وتسخيرهن للعمل في الدعارة في دول أوروبا الغربية وبخاصة في ألمانيا.
وليس الغرض مما سنسوقه التبرير أو التنظير: تبرير الانحراف والممارسات غير الأخلاقية، أو التنظير للفضيلة من باب “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”، فالمغريات في هذا العصر أصبحت كثيرة وفي متناول للجميع، وأبواب الحرام باتت مشرعة بينما أبواب الحلال موصدة أمام الشباب والفتيات.
وهناك تضييق متزايد على المتدينين والملتزمين، وفتح للمجال واسعًا أمام الفاسدين والمنحرفين، بل أصبح هناك تشجيعًا رسميًا على الفساد والانحراف، من خلال تكريم المفسدين والمنحرفين والاحتفاء بهم، ومن الأمثلة على ذلك تكريم السلطة لراقصة ومنحها لقب الأم المثالية، وتكريم جامعة حكومية عريقة لفنانة عرفت بتقديمها لأعمال فنية هابطة ومبتذلة.
استغلال الفتيات على منصات التواصل الاجتماعي
منصات التواصل الاجتماعي تقدم للفتيات مغريات لا يمكن مقاومتها، لأنها توفر لهن المال والشهرة وملايين المتابعين والمعجبين، والشاعر يقول:
خَـدَعوهـا بـقـولـهم حَــسْـنــاءُ والغَواني يَغُـرُّهُــنَّ الــثَّــنـاءُ
وهناك منصات بعينها تستقطب ملايين الفتيات حول العالم مثل منصة التيك توك ومنصة سناب وانستجرام وغيرها، وأصبحت مصدر دخل لهن، وظهرت مسميات لوظائف جديدة مثل:”فاشينيستا”، “إنستغرامرز”، و”يوتيوبرز”، وهناك فئة من الفتيات تجني الكثير من المال مقابل المقاطع الخليعة التي ينشرنها على تلك المنصات، أو من خلال عرض مفاتنهن في بث مباشر عليها، أو من خلال الدردشة المدفوعة الأجر، وزيادة عدد المتابعين على تلك المنصات يفتح باب الشهرة واسعًا أمام العديد من الفتيات وتستعين بهن شركات الإعلانات في حملاتها الترويجية.
التفاهة شعار المرحلة
التفاهة أصبحت شعار المرحلة، والمؤهل الوحيد المطلوب هو أن تكون تافهًا وتنافس الآخرين في تقديم محتوى تافه، وقد قالتها صراحة فتاة لديها أكثر من 5 ملايين متابع على منصات التواصل الاجتماعي، فعندما طُلب منها التعبير عن دعمها للفلسطينيين كان ردها:”أنا تافهة وأقدم محتوى تافهًا، فلا تنظروا مني أي شيء”.
ومنصات التواصل الاجتماعي جعلت من التافهين والحمقى مشاهير، وذلك بفضل الملايين الذين يتابعونهم ومعظمهم من المراهقين والمراهقات، الذين يضيعون أوقاتهم على مشاهدة التفاهات والإسفاف الذي يقدمه هؤلاء الحمقى، ويؤثرون به سلبًا على أخلاق الأطفال والمراهقين، وأذواقهم، وعلى صحتهم النفسية والجسدية، وعلى تحصليهم الدراسي.
التربية على العفة والفضيلة
الإفساد الممنهج للفتيات ينبغي أن يواجه بالتربية على الحياء والعفة والفضيلة، وتشجيع الفتيات على الالتزام منذ الصغر، وعرض النماذج والقدوات الصالحة في المجتمع وفي الحضارة الإسلامية، وتوفير القنوات الحلال لكسب القوت، وللزواج وتكوين الأسرة، ودعم الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع، والتمكين الحقيقي للمرأة في إطار الدين والتقاليد، وليس التمكين الذي يُشجع على التحلل منهما.
- المصدر: مدونات الجزيرة.