قصيدة نــداء
الشاعر الإسلامي محمد عزت الخالدي
أيا صقراً له جبهٌ نضيـر … أيا علَماً وناركمُ تنيـر
تميمـاً يا أمير القـوم إني … بشدوِ ثناءِكم دهراً جديرُ
رأى حمدٌ مضاءً في شبـابٍ … فولاكمْ رسـالتَه تُميـرُ
وبايعكم وجوه الأهلِ صدقاً … وأعطى العهدَ أقوامٌ كثيرُ
وكان العهد إخلاصَ النوايا … وكان القوم جَمُّهمُ غفير
نُصِرتَ بحقِّ ما تأتي فعالاً … دعوتُ الله يحفظُك القديرُ
وأرجو الله أن تسمو بهاءً … كما يسمو الأمين المستنيرُ
تفوز الدوحةُ الكبرى سباقا … كمثلِ النجمِ قد عزَّ النظيرُ
سألتُ الله أن تُرْوى عطاشٌ … براحٍ بطنُها ريٌّ وفـيرُ
رجوتُ الله شبعاً في جياعٍ … ولا جوعٌ إذ ظهرَ الثَّمير
ويرقى الناسُ هماً ثم علما … وتنميةً كما يرجو الأمير
وفي بلدي أميرَ القومِ، جهدٌ … وفي بلدي من الشرِّ الخطيرُ
وفي الشام الصبايا في عناءٍ … ينادين المدى أين المجـير
وفي الشام الصبايا في شقاءٍ … يقاسين السقام بها يضير
وفي الشام الصبايا في بلاءٍ … يعانين الضياع بها معـير
وفي الشام الشباب قد استجابوا … بأنفسِهمْ ومالُهمُ عسير
وفي الشام الخسائرُ من بنيها … كما قد يُهرَق الماء الغزير
وزرعُ بلادنا صـار البوارا … وضرعُ الخيرِ صار بنا يسير
رُبوضُ السهلِ قد باتت رمادا … وبيت القوم صار لهم حفيرُ
وأهلهمُ شُرودٌ في فضـاءٍ … هروباً من ذئابٍ قد تُغـيرُ
وأطفالٌ وقد وُلِدوا حديثاً … بأرض الشوك مالهمُ سريرُ
وطفلاتٌ درجنَ ولا حليبٌ … ولا سنَـدٌ لهنَّ ولا مَصير
وصبيانُ الكراتِ ولا كراتٌ … ملاعبُهم يدمِّرها الغبـير
وفتيانٌ مدارسُهم دمـارٌ … ولا كتبٌ ولا درسٌ يُنـير
ومرْضى ساءَ حالهمُ كثيرا … وطمَّ الضُّرُّ قد جاء النذيرُ
شيوخٌ ثَمَّ في أحوالِ ضنكٍ … وما في الأفق للغرقى بشيرُ
بلاء من شقيٍ قد تعدى … على الحرمات يشقى أو يغيرُ
شديد بالوبال أتى كثيرا … من الغدْرات يتقنها الغريرُ
خبيرٌ بالعداء ولا رشـادٌ … وكلُّ القوم همهمُ مـريرُ
فأنتَ لهمْ لنفيِ الشرِّ أوفى … وأنتَ بنفيِ خوفِهِمُ قديرٌ
وإن شاء الإله نفاذ أمـر … تولى شأنَهُ كفؤٌ جـدير
وأرجو الله أنكمُ الهناءَ … وللمضيوم في بلدي النصيرُ
وأنتَ لجوعِ طفلٍ قد تثنى … به من عضةِ الجوعِ العسيرُ
فجدْ مثل السعيدِ أبيكَ خيرا … تزولُ به همومٌ قد تُبـيرُ
سموتم يا أميرَ الجود نسلا … أناديكم بأنّكمُ الكبـير
الشاعر محمد عزت الخالدي
الدوحة في 28/6/2013