قصيدة العاصي وأهله
الشاعر الإسلامي محمد عزت الخالدي
سَمَتْ حمصٌ بأمر الله حسْنا …… وأرخى غيمُها هطلاً غزيرا
وألقى الله في العاصي ثراءً …… من الخيرات ما يبقى قريرا
تجلى الله في نهر العطايا …… نماء وازدهاراً ما أُبيرا
ووفى الله سكناه الأجورا …… وأعطاهم كرامته مجيرا
ورد بهم شروراً في عداءٍ …… وأيدهم وناصرهم كثيرا
أتيتُ القوم صبحاً فاستجابوا …… أتوا عِلْماً يُهاب بهم وفيرا
أتيت القوم ظهراً فاستطابوا …… وفار القدر قد فاح العبيرا
أتيت القوم بعد النوم ليلاً …… سموا كرماً بمرقدهم وثيرا
وإن جميعهم باتوا كراما …… وكان بلاؤهم فيهم جميرا
من الشهداء قد وفَّوا شبابا …… رعوا حق الجهاد بهم كثيرا
أيا أهل الفداء بكم يقيني …… وحسن الظن قد كان المشيرا
بأن النصر يلزمه رجال …… وقد كان الجهاد بهم أثيرا
وأرحام بحمصٍ سابقوهم …… قد استوفَوا علاءً قد أُجيرا
بهم ألقٌ بهم أفقٌ بعيـدٌ …… ومنظارٌ يرون به النذيـرا
بهم أرقٌ بهم نزقٌ شديدٌ …… بهم عقلٌ وكان بهم بصيرا
وقاموا كلهم دفعاً وصدّا …… لقومٍ أصبحوا شراً مُبيرا
وقاموا للحمى حراس دينٍ …… يردون الشقاء المستطيرا
رعاهم ربنا حفظاً وسلما …… وآتاهم جزاءَهمُ دريرا
ورد الله أقواما عدولا …… عن الإنصاف بات بهم عريرا
محمد عزت الخالدي