بوركت شعبا مؤمناً جبارا
الشاعر الإسلامي احمد محمد الصديق
بوركت شعبـا مؤمنا جبـــارا | قد هاج في وجه الطغاة .. وثارا |
الآن أعلـن فـرحتي وبشاشتي | وعلى المواكــب أنثر الأزهارا |
الأفـق في عينيّ يشرق ضاحكا | مستبشرا .. ويعــانق الأحرارا |
يزدان بالأيـدي التي قـد لوّحت | غضبى تطارد من أساء وجـارا |
وتصارع الطاغوت لاتخشى الردى | لمـا طغى واستكبـر استـكبارا |
وتردد الصيحـات تـرسلها لظى | وتهـز أركـان الدجـى إعصارا |
أحسنـت ظني فيـك شعبا صابرا | وأبيت مـن قالـوا استكان وخارا |
وأجبـت : جمر الحـق يبقى كامنا | تحت الرماد .. وسوف يشعل نارا |
سفـر البطولـة حافـل بكنـوزه | يــا شعب هيا أكمــل المشوارا |
فعليك تعقد فـي حـدائقنا المنى | فـاحشد لها التصميم والإصرارا |
ها أنت تحيي يا شبـاب ربوعنا | بعـد الجفاف .. وتقهر الأخطارا |
ويخاف منـك الخوف أذ فاجأته | فمضى .. وقـد خلع الغََويّ عذارا |
فأعد الى الأجيال سيرة من مضى | كـي يحفظوا لجدودنـا الإكبـارا |
بدمائهم خطــوا لنـا أمجادهـم | وعلـى خطاهـم نقتفي الآثـارا |
أرض الكنـــانة عزة وحضارة | عبـر الزمـان تـوهجت أنوارا |
وقفت بوجه المعتدين على المدى | سدا .. وكـان فضاؤهـا مضمارا |
واليوم .. هاهي إذ تحرر نفسها | تنقـض ليثـا هـادرا كــرارا |
وتقود للنصـر المبين مسيـرة | ميمونة .. وتحالـف الأقــدارا |
وتقول للخصم الذي يغتالــها | أو يمطر الزحف العظيم حجـارا |
إرحل ! .. بلا أسف عليك ولا أسى | أصبحت في وجه العروبة عـارا |
أرض الكنانة حرة .. لا ترتضي | إلاّ الأباة .. الصفوة الأخيــارا |
أرض الكنانة للطهارة .. لا لمن | جعلوا ثـراها للخنا أوكـــارا |
إرحل ! .. فقد أسلمت شعبك للردى | وعبدت بعـد خنوعـك الـدولارا |
تزداد أنت غنىً .. وشعبك جائـع | وتزيـده فـوق الأذى إفقــارا ! |
( البلطجية ) هم حماتك .. ويحهم | كم أوقعوا قتلاً بنا ودمـــارا ! |
وكأن شعبك هم عدوك .. بينمـا | أنت المجير وقـد أسأت جـوارا |
وقرارنـا بيديك .. كيف أحلتــه | للنهب .. او للمنكرات قـرارا ؟! |
الفقر وحش .. والضعاف ضحية | يتجرعــون الهـم والأوضارا |
ونضارة الوطـن الحبيب كزهـرة | تذوي .. وأربعه تموت قفــارا |
كُفَّتْ يدا مصر .. فأصبح دورها | فـي ظلـه متخاذلاً .. يتـوارى |
أبطال غـزة لـم يكـونوا مـرة | إلاّ لمصـــر أحبـة أبــرارا |
فعلام يصبح لليهود مواليــأ ؟ | ولهم عـدوا جانيا غــدّارا ؟!! |
هل هذه مصر التي تعلـو بهـا | هاماتنا حبــأً لهـا وفخــارا ؟ |
يا أيها الطاغوت حسبك .. فارتحل | مــن قبـل ألاّ تستطيع فـرارا |
هي ذي نهايتك التي حلت .. فهل | ستظل حتى تسمع الأخبــارا ؟ |
وغداً سيأتيك النذير لكي تــرى | أين المصير .. فهل نسيت النارا ؟ |
يـا من إليه غداً تؤول أمورنـا | وأمامــه الصبح المبين أنـارا |
لك عبرة .. والعدل منجاة .. فلا | تجعـل سوى نهج التقى معيـارا |
واللــه يرعى أمةً مرحومـــة | تخذت من الشرع الحنيف منــارا |