شبابنا ضحايا التسيب والتسلط
لا شك أن حالات الفساد الخلقي والانحراف في أوساط الشباب العربي باتت في اضطراد وزيادة مستمرة، فهناك شكاوى عديدة ومرة من الآباء والأمهات تدور حول الفشل في الدراسة وعدم الاحترام وعقوق الوالدين ومن المعلمين بسبب تمرد الشباب على كل شيء في المدرسة وعدم الاهتمام بالتحصيل الدراسي وعدم احترام المعلمين بل وإهانتهم والتعدي عليهم بالضرب، وكل ذلك يحدث نتيجة لسببين رئيسيين وهما:
أولاً: التسيب والحرية المطلقة التي ليس لها ضوابط وترك الحبل على الغارب – كما يقولون – للشباب والفتيات في سن المراهقة يخرجون متى شاءوا ويعودون متى أرادوا ويصادقون من يريدون ويطلبون من المال ما يشاءون وتلبى طلباتهم ورغباتهم على الفور بغرض إرضائهم أحياناً وبغرض التخلص من الصداع الذي يسببونه لبعض الآباء أحيانًا أخرى!
والنتيجة شباب مستهترون مخنثون مدمنون على الخمر والمخدرات وتنتهي حياتهم إما في حادث سيارة أو في أحد السجون أو المصحات النفسية.
وفتيات تافهات خليعات ماجنات يُفسدن الشباب ويغرين زميلاتهن بالتحرر والسفور ويقعن في الفواحش ويرتكبن الجرائم الأخلاقية وتنتهي حياتهن وهي مكللة بالعار.
ثانياً: التسلط وسلاح القهر الفتاك في البيت بالأمر والنهي “افعل ولا تفعل” هي كل الأوامر الموجهة والتي لا تتغير من الآباء والأمهات إلى البنين والبنات في كل مراحلهم السنية .
وما زلنا نتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهم ابتداء بالملبس وانتهاء باختيار شريك الحياة من الزوج أو الزوجة وبينهما اختيار الأصدقاء واختيار الكليات واختيار التخصصات وكلها إملاءات تفرض من قبل الوالدين على الأبناء وليس لهم حق الاعتراض أو حتى مجرد الشكوى أو التذمر.
والتسلط والقهر في المدرسة وفي الجامعة بالمقررات التي يجب دراستها وحفظها عن ظهر قلب ثم إفراغها وكتابتها في ورقة الإجابة لكي تجتاز الامتحان وتحصل على النجاح وتنتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل الفشل الدراسي!
والتسلط والقهر في العمل من قبل المدراء الذين يرفضون أي رأي يخالف رأيهم إما لهوى شخصي أو بسبب الروتين واللوائح والقوانين التي عفى عليها الزمن حتى وإن كان فيه مصلحة للمؤسسة وتوفيراً للوقت والجهد والمال العام.
فهناك كلمة غائبة لا نكاد نسمعها في ذلك كله … كلمة هي الخلفية الحقيقية للإبداع والابتكار وخلق شخصية جديدة ومختلفة شخصية واثقة من نفسها وقادرة على التغيير وهي كلمة ” فَكر” التي لا نسمعها من الآباء في البيت أو من المدرس في الفصل أو من الأستاذ في الجامعة أو من المدير في العمل.
محمد خاطر
mimkhater@hotmail.com