الشباب العربي وحلم الهجرة
حديث الشباب العربي اليوم منصب على الرغبة الجامحة في السفر أو الهجرة التي اصبحت حلم الكثيرين منهم نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، ونظراً للأوضاع السياسية السيئة أيضاً، ولأن الكثير من دولنا العربية أصبحت طاردة لكل فكر حر ولكل عمل إبداعي، وتخسر دولنا العربية بهذه الهجرة خيرة أبنائها، ولو بقي هؤلاء ووجدوا الدعم والرعاية الكافية لحققوا لبلدانهم معجزات علمية واقتصادية هي في أمس الحاجة إليها.
فقد أكدت ورقة عمل حول ظاهرة الهجرة العربية أن نحو 70 الف جامعي يهاجرون سنوياً من مجموع 300 ألف خريج سنوياً من الجامعات العربية.
وقالت إدارة السياسات السكانية والهجرة بجامعة الدول العربية إن هناك انحساراً بالنسبة لفرص العمل العربية في دول الخليج، حيث انخفضت نسبة المهاجرين العرب في دول مجلس التعاون الخليجي من 72% عام 1975 إلى ما يتراوح بين 25 و 29% موضحة أن هذا التراجع كان لصالح العمالة الآسيوية التي أصبحت تشكل ثلثي العمالة الوافدة في دول الخليج.
وهناك فئات كثيرة من الشباب العربي تفكر بالسفر لإحدى دول الخليج بحثاً عن المال وعن مستوى دخل مرتفع، وبالتالي حياة أفضل، وتحلم بالهجرة الى أمريكا أو أوروبا بحثاً عن الحرية بمفهومها الواسع، أو أملاً في الحصول على درجة علمية كالماجستير أو الدكتوراه في بلاد تدرك أهمية العلم وتحتفي بالعلماء، أو بحثاً عن الثراء السريع وتحقيق الطموحات التي ما كان لها أن تتحقق في البلاد التي هاجروا منها لأسباب يعلمها الجميع.
غير أن تلك الأحلام الوردية سرعان ما تتحول إلى مأساة على يد من يتاجرون بتلك الأحلام ويبيعون الوهم لأصحابها بالتـأشيرات المزورة وعقود العمل الوهمية.
وتلك الأحلام إما أن تغرق في البحار والمحيطات مع أصحابها، وإما ان تظل حبيسة في صدورهم وهم قابعون في أحد معسكرات اعتقال المهاجرين غير الشرعيين، وإما أن تصبح حالكة السواد في مجتمعات أصبحت الحرية فيها من مخلفات الماضي وتحولت إلى مجتمعات عنصرية تكره المهاجرين.
محمد خاطر
mimkhater@hotmail.com