دمشق العز والكرم
الشاعر محمد عزت الخالدي
يا ديرتي في دمشق العزِّ والكرم … دار السعادة والإشراق والهمم
دار الرياسة ما كانت بنا سَرَفا … دار الكرامة عمت كل منتظِمِ
دار الديانة قد وفت لهاديهـا … هماً إلى العلم أو جهداً إلى الأمم
بشراهمُ في فجاج الأرض قد بدرت … أن وحدوا ربكم تنجون من ذَمَمِ
صارت دمشق هوى للخلق من عربٍ … وخبْرُها في بلاد الناس كلهمِ
دانت لها أمم في بحر مشرقها … قامت بها مدن غرباً إلى القمم
واستوجب الدين فيهم ما استجد فقد … كانت أماناً بقسطاس على قسم
عاشوا الأمان وعاشوا الخير متصلاً … فالفقر فارقهم كالشمس في العتم
والحكمُ عند البرايا بالسواء جرى … بالعدل سادوا المدى في الناس مُحْتَكَمِ
يا سائلي في دمشقَ، البهجةُ انتشرت … والدار دار الهنا والسعد والأدَمِ
دمشق أنتِ المنى أن ترجعي سكناً … فيك النفوس ترى حقاً على علمِ
والإلف قد بدرَ والناس في رَفَهٍ … والحزن قد ندرَ والبشر كالنغم
والماء في بردى يجري به ألَقٌ … والحَوْر والنجْم حبٌّ مثل ذي نَهَمِ
والشمس قد أشرقت والجو مبتردٌ … وخضرة أزهرت والزهر في عَرَم
والحسنُ منتشر بين الرياض وقد … تلقى الأحبة في بستان ذي كرم
دمشق يا أمجد البلدان منقبة … دمشق يا كوكباً مرفوعة العلمِ
إياكِ أعني بشهقٍ ثار من ألم … لقد سكنتِ شراييني فأنتِ دمي
داري التي أزهرت كالياسمين نقا … كانت لنا رحماً مضمونة الذمم
قلت السعادة حلتْ، ويْهَ فانصرفت … يا حسرتا حلَّتِ الجمَرات في الرحم
طافت بها ناقة عشواء قاتلة … في خبطها نزعةٌ جهلاء لم تنم
فاستنفذت نهماً من كل عارضة … واستعلنت نقما موصولة النقم
جاءت ضلالاً عديمٌ حسُّه أبداً … حتى الطفولة قد بادت بكيدهم
أما الزمان فقد ساءت مداخله … في جوِّه قتَمٌ لم ينج من ضرمِ
فيما المكان اختلى من صحبه نزحوا … حيث النجاة إلى أنحاء ذي شمم
بشار أعلنهم إثمـاً ففرقهــم … بشار شردهم يا أخيب الرُّجُم
قام الجهاد بهم يرجون ربهـمُ … نصراً يمجِّدهمْ قد عزَّ في الأمم
بشار فاصبر فإن الخزي طالكمُ … يا رأس قومٍ بهم هيشات ذي صَمَم
محمد عزت الخالدي
يوليو 2014