من طرائف اللغويين والنحاة
وقف سائل بباب نحوي، فقال النحوي: من؟
– فقال: سائل.
– قال النحوي: انصرف.
– قال السائل: اسمي أحمد (ممنوع من الصرف).
– قال النحوي : أعطوا سيبويه كسرة.
وقع نحوي في كنيف، فجاء كناس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا، فقال له النحوي: اطلب لي حبلًا دقيقًا وشدني شدًا وثيقًا واجذبني جذبًا رفيقًا، فقال الكناس: امرأته طالق إن أخرجتك منه، ثم تركه وانصرف.
عاد بعضهم نحويًا، فقال: ما الذي تشكوه؟ قال: حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية، فقال له: لا شفاك الله بعافية يا ليتها كانت القاضية.
قدم رجل من النحاة خصمًا إلى القاضي، وقال: لي عليه مائتان وخمسون درهمًا. فقال لخصمه: ما تقول؟ فقال: أصلح الله القاضي، الطلاق لازم له، إن كان له إلا ثلثمائة، وإنما ترك منها خمسين ليعلم القاضي أنه نحوي.
مر أبو علقمة بأعدال قد كتب عليها: رب سلم لأبو فلان، فقال لأصحابه: لا إله إلا الله! يلحنون ويربحون.
جاء رجل إلى الحسن البصري فقال: ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه. فقال: ما لأباه وأخاه، فقال الحسن: ما لأبيه وأخيه. فقال الرجل: إني أراك كلما طاوعتك تخالفني!
يروى عن الخليل بن أحمد أنه دخل على مريض نحوي ابتلاه الله بأخ سقيم في اللغة، فلما دخل الخليل، قال أخو المريض:
افتح عيناك، وحرك شفتاك، إن أبو محمد جالسًا!
فقال له الخليل: إن أكثر علة أخيك من كلامك!
كان لأحدهم ابن نحوي يتقعر في الكلام، فمرض الوالد مرضاً شديداً وشارف على الموت. فاجتمع أولاده وقالوا: ندعو أخانا فلاناً.
فقال: لا! فإن جاء قتلني! قالوا: نوصيه ألا يتكلم!. فجاء الولد، فلما دخل على أبيه ورآه مشرفًا على الموت قال: يا أبت قل لا إله إلا الله، تدخل الجنة وتنج من النار. ثم قال: يا أبت والله ما شغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج، وسكبج وطهبج وأفرج ودحج، وأبصل ومضر ولوزج وافلوذج!
فصاح أبوه: غمضوني فقد سبق أخوكم ملكَ الموت إلى قبض روحي!
قال أحد النحاة: رأيت رجلاً ضريرًا يسأل الناس يقول: ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا.
فقلت له: يا هذا.. علام نصبت ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا؟!
فقال الرجل: بإضمار ارحموا..
قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود، وأعطيته إياه فرحًا بما قال.
دخل أحد النّحويين السوق ليشتري حمارًا، فقال للبائع: أريده لا بالصغير المحقّر، ولا بالكبير المشتهر، إن أقللت علفه صبر، وإن أكثرت علفه شكر، لا يدخل تحت البواري، ولا يزاحم بي السواري، إذا خلا في الطريق تدفّق، وإذا كثر الزّحام ترفّق.
فقال له البائع بعد أن نظر إليه ساعة: دعني إذا مُسخ القاضي … بعته لك.
أراد أبو زيد الأنصاري النحوي الخروج إلى البصرة مع ابن أخيه، فقال له: اشترِ لنا مركوبًا، فجعل ابن أخيه ينادي: أيها الملاحين، فقال له: ويحك، ماذا تقول؟ بل قل أيها الملاحون.
فقال: أنا مولع بالنصب!
قال رجل لنحوي: أتوصيني بشيئًا؟
قال: نعم، بتقوى الله، وحذف ألف شيئًا.