التربية الإيجابية سمات وكفاءات
الخبير التربوي الدكتور مصطفى أبو سعد
كتب محمد خاطر-موقع تعارفوا
نظم مركز تربية رواد الغد يوم السبت 23 فبراير 2019م، محاضرة للخبير التربوي الدكتور مصطفى أبو سعد، بعنوان “التربية الإيجابية سمات وكفاءات”، ومن الأفكار التي طرحها الدكتور مصطفى في محاضرته:
أنواع المربين:
النوع الأول الإطفائي: وهو المربي الذي يتدخل عند حدوث مشكلة وهذا النوع يمثل الفئة الأكبر من المربين وبخاصة الآباء، مع أن دور الآباء في التربية يبدأ منذ اللحظة الأولى لخروج الطفل للحياة عندما يؤذن في أذن الطفل اليمنى ويقيم في الأذن اليسرى اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني المروض: هو المربي الذي يبحث عن طريقة لترويض الأطفال، وإجبارهم على تنفيذ الأوامر، وطاعة الوالدين ليست قيمة مطلقة ولا يوجد في القرآن الكريم آية تدعو لطاعة الولدين، والطفل في بداية عمره يتصرف تصرفات طبيعية وعلى الفطرة وهو غالبًا على حق ولا يجب إجباره على تنفيذ أوامر الوالدين.
– الإنسان في الإسلام كائن مكرم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته، وهذا الإنسان من حقه التربية وليس الترويض.
– الإنسان في تصور الغربيين حيوان عاقل ناطق يسعون لترويضه ومعظم كتب التربية في الغرب تدور حول هذا المفهوم وهو ترويض الأطفال.
– احذروا الطفل المطيع لأنه قنبلة موقوته ويسهل وقوعه في المخدرات والتطرف وعبادة الشيطان ومن أشكالها ظاهرة الإيمو، وعبدة الشيطان موجودون في مدارسنا العربية.
النوع الثالث المربي الإيجابي وله سمات:
– يبني علاقة إيجابية مع من يربيهم، فالرفق واللين سنة كونية في كسب القلوب، يقول الله عز وجل:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} سورة آل عمران: 159.
– يركز على تقوية شخصية من يربيهم، وهذا هو الهدف من التربية وليس تربية طفل صالح مؤدب مطيع حافظ للقرآن كما يرغب الكثير من الآباء والأمهات، لأنه لو كان ضعيف الشخصية لانقلب ذلك كله، وكان من السهل التأثير عليه، والكثيرين منهم يصابون الاكتئاب والفصام والإلحاد، ولذلك فبناء شخصية الطفل أهم من الأمور الأخرى في التربية.
– ينظر للمشكلات السلوكية على أنها أعراض ينبغي البحث المشكلات الأساسية التي أدت لظهورها، فقصات الشعر الغريبة أصلها وجود مشكلة في الانتماء لدى الأولاد، والكثير من المربين وللأسف يركزون على علاج أعراض المشكلات.
مقومات التربية الفعالة:
– بناء العلاقة يمثل 70% من التربية.
– بناء الثقة مع المتربي.
– تحويل السلبيات إلى إيجابيات.
– التركيز على الإيجابيات.
برنامج بناء العلاقة
أولا: 8 أساليب تدمر العلاقة وتضعف الثقة بالنفس:
1- التحكم والتسلط: والأدوات التي تستخدم في ذلك هي المكافأة والعقاب – التهديد والترغيب.
2- أسلوب الوصاية: المشكلة عند الوالدين وليست عند الأولاد.
3- المواجهة المستمرة: وأدواتها إصدار الكثير من الأوامر.
4- التدقيق في الشكليات: فالوالدين المرتبين يمثلون مشكلة لدى الأولاد.
– نحن قتلنا قيمة العلم بالمكافأة والجوائز المادية.
– المنظم يخطط لفترة قصيرة، وهو مصدر قلق للمحيطين، الفوضوي يخطط لفترة طويلة.
5- أسلوب الوعظ: معظم الآباء والأمهات يمارسون الوعظ لمدة 3 ساعات يوميا في شكل نصائح وتوجيهات، والمطلوب هو نصف دقيقة يوميًا او أقل، وخطورة الوعظ تكمن في أنه ينفر المراهقين.
– تتبعت خطب الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدت أنها لا تزيد عن دقيقتين ونصف، ومواعظه كانت نصف دقيقة، وصلاته بالناس حوالي 4 دقائق فقط.
6- أسلوب الرشوة: الحرمان والمكافأة وافعل أعطيك، والرشوة تقتل القيم في المجتمع.
– محفزات السلوك في الإسلام كلها داخلية وهذا سر عظمة الإسلام.
– غرس القيم مثل حب العلم والعيش المستمر لمدة 500 سنة بعد الوفاة.
– المحفز المعنوي: منح الألقاب والثناء، والجنة والنار محفزان داخليان.
– المحفزات الخارجية هي التي قتلت القيم في المجتمع: أدرس أعطيك كذا وصل أعطيك كذا.
– مشكلة التحفيز تكمن في ربط القيم لدى الطفل بالجانب المادي، فيسعى لأن يكون ممن يجمعون قدرا كبيرا من الثروات مثل: اللاعبين والفنانين والممثلين وفي المقابل تحقير قيمة العلم.
– الوطنية محفز داخلي ويؤدي إلى اتقان العمل، والدافع للعمالة هو فقدان الكرامة والتبعية لمن يدفع أكثر.
7- كسر الحدود وضياع الوقار، لأنه يدمر التربية، والصراخ والنقد واللوم من الأمور التي تفقد الوقار، ومن خوارم المروءة: الصراخ – النقد – اللوم – التهديد.
8- الابتزاز الوجداني: ربط الحب بالاستجابة – الحب المشروط – أنتم سبب جميع مشاكلنا – الخوف من الفقد والحرمان.
الكفاءات الخمس للوالدية الإيجابية:
1- الحب والعاطفة: من صفات الرسول المربي: رؤوف رحيم حليم حكيم.
2- التحكم في التوتر والضغوط: لا بد للأم أن تهتم بنفسها لكي تكون مرتاحة فالمربي الإيجابي مرتاح، وحق النفس مقدم على حقوق الآخرين.
– ضرورة التخلص اليومي من الضغوط، وأن يعطي المربي لنفسه قيمة حتى يكون ذو قيمة عند الآخرين.
3- الرقي في التعامل وفي العلاقات وعدوه الضغوط، ومن مدمرات العلاقة: الصراخ والنقد واللوم.
4- التحفيز الإيجابي:
– التغافل عن السلوك السلبي.
– تشجيع السلوك الإيجابي.
– ضبط الولد وهو متلبس بعمل صالح كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة، والرسول ميز جميع أصحابه بصفات خاصة بكل صحابي.
5- كن معلمًا: علم ابنك الأدب وهو بحاجة إلى وقت وصبر ولا تكن شرطيًا ولا محققًا ولا قاضيًا مع أولادك.
6 سمات للمربي الإيجابي:
1- الاحترام: ويعني أن تتقبل ابنك كما هو وأن تفصل السلوك عن الابن وأن تدرك أن ابنك صغير وصدور الأخطاء منه أمر وارد.
– السيدة خديجة رضي الله عنها هي الزوجة الوحيدة في التاريخ التي احترمت زوجها، وحتى أمهات المؤمنين لم يكن لديهن هذا الاحترام عندما حاولن تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم وسألنه النفقة وهجرنه وتظاهرهن عليه.
– من الأمور التي تمنعني شخصيًا من مواجهة إساءات الآخرين الخوف على مشاعر بناتهم.
2- الإعجاب: والتحدي الأكبر هو أن يكون أولادك معجبين بك، وانحراف أبناء المتدينين سببه عدم اقتران صلاح الوالدين بحسن معاملة الأولاد وكثرة الصراخ والضرب.
– الحب الفطري ليس له قيمة مقابل حب الإعجاب، والملايين من الناس أحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم إعجابًا به.
– غرس احترام الذات واحترام الوالد والفخر بالأولاد.
3- الحب المشروط: لا ابتزاز عاطفي – عدم ربط الحب بالإنجاز – احبك لانك ابني وكفى (تهادوا تحابوا).
– التعبير عن الحب 10 مرات يوميا على الأقل – الضم والتقبيل، فالنبي صلى الله عليه وسلم غضب على الصحابي الذي لم يقبل أولاده.
– الوجدان هو مصدر قوة الإنسان: في الجسد مضغة وهي القلب.
هل تحب أولادك؟
التعبير عن الحب.
كيف تعبر عن حبك لأولادك؟: الأشياء المادية رعاية وليست تعبيرًا عن الحب.
هل يعلم ابنك أنك تحبه؟
الضمات اليومية للابن:
4 ضمات لكي يعيش.
8 ضمات للصيانة.
12 ضمة لكي ينمو.
– الكثير من القادة دمروا بلدانهم ودمروا العالم، وقوة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم تكن في قوة الشخصية والقيادة وإنما في الوجدان والمبادئ.
4- يقلل من التوقعات:
– من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الآباء والأمهات الضغط على الأولاد لكي يكونوا متفوقين.
– التنمية البشرية دمرت الكثيرين بسبب التوقعات العالية التي لا تتحقق، والتوقعات الكبيرة تؤدي إلى الإحباط.
– نهج النبي صلى الله عليه في التغيير: أفضل العمل أدومه وإن قل – اتقوا النار ولو بشق تمرة.
– التركيز على قدرات الطفل وليس على النتائج، قل لابنك أنا راض ويمكنك تحقيق المزيد.
5- الصداقة:
– هي أقوى العلاقات بين شخصين (النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه) وهي رابط النبي مع الصحابة.
– الصداقة تعني أن تكون هناك ذكريات مشتركة ووقت للمتعة والإنجاز والمحاورة كصديق في الشؤون العامة.
6- التوازن:
– أن يكمل كل طرف ما يقصر فيه الطرف الآخر في التربية.
– توازن دون تساهل في الثوابت.
– أب فوضوي وأم مرتبة.
– أب حازم وأم مرنة وكلاهما مطلوب في التربية.
* كلمة أخيرة: الأولاد هبة من الله عز وجل، فتقبلوها بمحبة ورضا وأحسنوا إليها واحمدوا الله عليها.