10 أخطاء للمدربين والمحاضرين
محمد خاطر
يقع الكثير من المدربين والمحاضرين في جملة من الأخطاء أثناء عملية التدريب أو عند تقديم المحاضرات، وهذه الأخطاء تؤثر سلبًا في نفوس المتلقين وتقلل من قيمة المدرب أو المحاضر، وتفقده الكثير من الأمور التي يحتاجها لكي يوصل رسالته للجمهور، وتقلل كذلك من قيمة المادة العلمية التي يقدمها.
أولًا: تقديم الأعذار للجمهور
في بداية التدريب أو المحاضرة نجد المدرب أو المحاضر وهو يقدم جملة من الاعتذارات للحضور منها الاعتذار عن التأخير أو عن تأخر بدء الدورة أو المحاضرة، أو الاعتذار عن أجواء القاعة كالصوت أو الإضاءة أو درجة حرارة القاعة وغيرها من الأمور المساعدة التي يجب أن تكون جاهزة ومعدة سلفًا قبل بدء الدورة أو المحاضرة.
إذا كنت ضيفًا على جهة ما فالجهة هي المسؤولة عن عملية التنظيم، أما إذا كنت أنت صاحب الفاعلية، فابدأ في الوقت المحدد ولا تنتظر المتأخرين، وفي التدريب يمكن البدء ببعض التمارين حول موضوع التدريب.
ثانيًا: اتهام النفس والتقليل من شأنها
من الأخطاء التي يقع فيها المدربون والمحاضرون التقليل من قيمتهم والحط من قدر أنفسهم أمام الآخرين، وذلك ببعض الأقوال مثل: أنتم أعلم مني – أنتم أصحاب الخبرة والتجربة – ما كان لمثلي أن يقف بين أيديكم – ما سأقوله ليس جديدًا عليكم… إلخ.
لقد وقع عليك الاختيار سلفًا لأن المنظمين يعلمون أن لديك شيئًا جديدًا يمكن أن يستفيد منه الجمهور، وحتى إن كان الموضوع الذي ستقدمه قد قتل بحثًا وتكلم عنه الكثيرون يمكنك أن تقدم جديدًا من خلال التفنن في طريقة العرض وفي أسلوب التقديم، ويمكنك إبراز جوانب لم يتطرق إليها أحد من قبلك.
ثالثًا: الشكوى من ضيق الوقت
من الخطايا الشائعة في التدريب وفي المحاضرات وفي المؤتمرات الاعتذار بضيق الوقت، رغم علم كل من المدرب والمحاضر سلفًا بالمدة الزمنية للبرنامج وتوقيت البدء والختام، ومع ذلك نجد أن عبارة الوقت يداهمنا أو داهمنا تتردد كثيرًا على ألسنة المدربين والمحاضرين، ومن الملاحظ أن هؤلاء يضيعون الوقت في منقاشات وموضوعات ليس لها صلة مباشرة بموضوع المحاضرة أو التدريب.
والمدرب أو المحاضر الذي يتحجج بضيق الوقت هو مدرب فاشل أو محاضر فاشل، لأنه لم يراع عامل الوقت ولم يحسن إدارته واستغلاله، وبالتالي لم يتمكن من تلخيص الموضوع وتقديم أهم الأفكار المتعلقة به للجمهور الذي فرغ نفسه من أجل حضور الدورة التدريبية أو الاستماع للمحاضر.
رابعًا: ادعاء العلم بجميع الأمور
من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المحاضرين والمدربين إدعاء العلم بجميع الأمور والتخصصات، وبخاصة عند الرد على أسئلة الحضور وسبب الوقوع في هذا الخطأ هو عدم إلمام وتمكن المحاضر أو المدرب من المادة التي يقدمها، والحل في هذه الحالة هو إحالة السؤال للجمهور، أو تأجيل الإجابة على السؤال لوقت لاحق.
خامسًا: المتاجرة بالدين
من الآفات الموجودة لدى بعض المحاضرين والمدربين ادعاء التقوى والإخلاص، وإظهار الحرص على مصلحة الجمهور، والغرض من ذلك هو تسويق البرامج التي يقدمها المحاضر أو المدرب، وبيع الشهادات التي يسمونها دولية للحضور بحجة أنها سوف تقوي سيرتهم الذاتية، وتساعدهم في الحصول على وظيفة.
سادسًا: تكرار لازمة أو حركة معينة
من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المدربين والمحاضرين والخطباء تكرار بعض الكلمات أو تكرار بعض الحركات عند مخاطبة الجمهور وهو أمر مزعج، وتوقع الجمهور لهذه الكلمات والحركات يُفقد المدرب أو المحاضر عنصر التشويق والتأثير على الجمهور، لذلك لا بد من الالتفات لهذا الخطأ ومحاولة التخلص منه باستخدام مفردات جديدة وعدم تكرار الحركات.
سابعًا: العرض التقديمي السيء
العرض التقديمي الجيد من الوسائل المعينة على توصيل الأفكار للجمهور، وعلى جذبهم وشد انتباههم للمدرب أو المحاضر بما تحتويه من مؤثرات سمعية وبصرية، ولكن للأسف أصبح العرض التقديمي من الجوانب السلبية في الكثير من الدورات والمحاضرات لأسباب كثيرة منها: الشرائح الممتلئة بالنصوص والصور، وطريقة العرض التي تشتت الجمهور، والأخطاء الإملائية وغيرها.
ثامنًا: قراءة المادة العلمية
الأسوأ من العرض التقديمي السيء هو محاولة قراءته، فمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من المدربين والمحاضرين ولا تقتصر على المبتدئين منهم، محاولة قراءة العرض كاملًا، والعرض في حقيقته موجه للجمهور وليس معدًا للمدرب أو المحاضر لكي يقرأ منه، والقراءة من الشاشة تفقد المدرب أو المحاضر تواصله مع الجمهور، وتؤدي إلى الملل والسآمة والنوم.
والعرض التقديمي وسيلة مساعدة من وسائل التدريب والمحاضرة ولا ينبغي أن تكون الشاشة هي محور اهتمام كل من المدرب والمتدرب، ولذلك يجب على المدرب أو المحاضر أن يعد المادة إعدادًا جيدًا وأن يراجعها حتى يتمكن منها وبذلك يصبح العرض وسيلة مساعدة وليست الوسيلة الرئيسية في التدريب وفي المحاضرة.
تاسعًا: التركيز على بعض الحضور
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الحاضرين والمدربين إظهار الاهتمام المبالغ فيه ببعض الحضور دون غيرهم نتيجة لدعوة منهم أو معرفة سابقة أو المشاركة والتفاعل كع المحاضر أو المدرب، لأن هذا الفعل يهمش بقية الحضور ويحرمهم من المشاركة في التدريب وطرح الأسئلة والنقاش مع المحاضر أو المدرب.
وقد يترك هذا الخطأ انطباعًا سلبيًا عن المحاضر أو المدرب إذا كان الاهتمام موجهًا لأحد الحضور من الجنس الآخر.
عاشرًا: إخلاف الوعد
من الأخطاء التي تترك أثرًا سلبيًا لدى الجمهور، إخلاف المحاضر أو المدرب لوعد قطعه على نفسه، مثل الوعد بالحديث عن أمر معين أو محور من المحاور وإغفال ذلك بحجة ضيق الوقت مثلًا، أو الوعد بإعطاء الجمهور المادة العلمية للمحاضرة أو الدورة التدريبية وعدم الوفاء بذلك، أو الإجابة على أسئلة واستفسارات الحضور حول المادة المقدمة وإهمال ذلك في نهاية المحاضرة أو البرنامج.